264

Nafḥāt

نفحات1

Genres

فإن عم جده: الحسن بن شرف الدين (1) هو العلامة الإمام الجليل الرئيس المجاهد ناصر الإمام القاسم، واستفتح بلادا كثيرة كثلأ وعفار وهو عمدة الثلاثة الذين قاموا بدعوة الإمام القاسم وهم الحسن المذكور، والسيد عامر بن علي، والسيد أمير الدين بن عبد الله رحمهم الله؛ وقد ترجم للحسن المذكور القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال في المطالع والسيد عامر في (البغية) وغيرهما.

[(96/) صلاح بن محمد الأمير الكحلاني]*

(...-1102ه/...-1689م)

وكان والد صاحب الترجمة السيد صلاح (2)، عالما، فاضلا، سلك سبيل سلفه في المعارف ومحاسن الأخلاق، فاشتغل بالأدب حتى مهر فيه، أثنى عليه صاحب الطيب وأورد له قوله:

تغنت على غصن الأراك بلابله

وناحت فباحت للمعنى بلابله

لقد أفهمته من معاني نواحها

شكا من أليف طال عنها تغافله

وكل أليف نازح عن أليفه

فلا شك في أن التباعد قاتله

وإن اجتماعا يعتريه تفرق

يمر وإن أسقتك شهدا أوائله

لحي الله دهرا دأبه الجور دائما

لقد حال ما بين الأليفين حائله

كفى منه جورا إنه صار قاطعا

لوصل الذي أحببت إني أواصله

جمال الهدى بحر الندى مردي العدى

جزيل الجدى من لا يخيب أمله

كريم فكم أعطى الأماني تكرما

لقد أخجلت أيدي الغمام أنامله

له خلق ضاهى النسيم لطافة

وكف يحاكي السحب إن جاد وابله

فصيح فما جاراه في النظم جرول

ولا قيس ليلى والكميت يماثله

أتاني نظام منك يا نجم قاسم

هواللؤلؤ المكنون والبحر باذله

يفوق ويزري بالجواهر لفظه

كما فاق أرباب المفاخر قائله

رفعت به فوق الشوامخ رتبتي

ونلت به ما كنت أرجو وآمله

تضمن عتبا لا تقل أقله الروا

سي فما قلبي رويدك عامله

وما لي ذنب قد جرى غير مدمع

من البين سالت في خدودي سوائله

وما كان بعدي عنك صدا وجفوة

وكيف يجافي القلب من هو داخله

ولكن لم تنفك عنكم تصدني

Page 308