============================================================
الأزمنة والأعصار، ويتصور أوائلها عندهم في الحقب والأكوار. وأهل الجهل في غفلة يتمنوفها ويتصوروفها يخلاف ما هي عليه من الموضع والترتيب. فقال تعالى في إشراف أهل العلم عليه، وسهو أهل الجهل عنه، قوله: ( [وقال] الذين أوثوا العلم والإيمن لقد بشتم في كتلب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون)).3 فلما كان أمر البعث والحشر والجمع على ما وصفناه من آنه يجري في حركات النفس، وحركات النفس* من هاتين المنزلتين من فهوض إلى [نيل]، فوائد السابق، ومن امتنان على جزئياتها، وفوائد السابق غير [176] متناهية. كانت حركات النفس إذا غير متناهية. فاعرفه.
وإنما قلنا: إن النفس لا تتناهى حركائها، لأنها ليست تطلب بحركاتها أن تبلغ إلى مكانها وموضعها وحيزها. وإنما تطلب أن تبلغ إلى حتز غيرها وموضعه ومنزلته، وهو السابق. وليس بحيزه مى تطلب حيزه غاية تطلب إلى حيزه، فيسكن عن حركتها، بل كلما بلغت من حيز سابقها غاية، رأت فوقها ما هو أشرف إليه مما بلغت، ليكون حركائها دائمة غير متناهية. فإذا حركات النفس غير متناهية. فاعرفه.
وأيضا فإن النفس لو كانت لحركاتها هاية لا تجاوز لها عنها، فهي إما أن تسكن وتتلاشى. والتلاشي في جوهرها معدوم، إذ لا ضد لها. ولا شيء غريبة خارج عنها يدخل الفساد عليها من أجله، بل ما هو خارج عنها لا يدخل الفساد عليها منه، بل الرفعة والشرف والعلو والمرتبة، فهي إذا لا تتلاشى. بقي أن نقول: إنها تسكن. فإن قلنا: إنها تسكن، فهي إما أن تسكن دائما، بلا فاية، أو تسكن برهة، ثم تعود إلى الحركة.
إن تسكن دائما بلا فاية، وقد تحركت. فهل [هي] حركة متناهية؟ فلا بد من أن تلميح إلى عدة آيات مثل{وهم في غفلة سورة مريم 19: 39؛ سورة الأنبياء 21: 1، 97.
ز: حل جلاله.
3 سورة الروم 30: 56.
، ز: وكان النفس.
ه ه: الى فوائد السسابق. ز: الى عير فوائد السابق.
ز: سكن.
Page 223