3
ولنضف إلى ذلك أن الذاكرة، هي دون ريب، ملكة لا غنى للعالم عنها، لا لأنها كما قال باسكال «ضرورية في كل عمليات العقل
4
فحسب، لأن العالم هو أيضا جامع للوقائع، فهو إذن في حاجة إلى ذاكرته حتى يكون مادة تجربته.»
ولنقل بوجه عام إن الوظائف العقلية لا يمكن أن تفصل كل منها عن الأخرى، وهي تتضافر دائما، بحيث إن كل تقسيم يقوم على أساس التمييز بينها هو تقسيم مصطنع.
تصنيف أوجست كونت (1830م): العلوم النظرية والعلوم التطبيقية
إن أول تقسيم يفرض هنا هو تقسيمها إلى علوم نظرية، وعلوم تطبيقية أو عملية أو فنية.
والفارق بين النوعين واضح كل الوضوح؛ فموضوع الفئة الثانية هو تأثير الإنسان في الطبيعة، بغية زيادة قوته ورفاهيته ، وضمان صحته، وإطالة عمره. وربما كان الهدف منها هو أن تساعده على أن يصبح أرجح عقلا مما هو عليه. والعلمان الرئيسيان في هذا الفرع هما الصناعة والطب، ويرتبط علم الصحة بالطب، بمعناه الصحيح. أما الصناعة فتحتل ميدانا واسعا، نستطيع أن نتبين بعض أجزائه بوضوح وهي: الكيمياء الصناعية، والكهرباء التطبيقية، وسبك المعادن، والميكانيكا التطبيقية؛ بل نستطيع أن نضيف إليها «معرفة الأجواء» وهو تطبيق للمعارف الفلكية على الملاحة.
5
ولقد نبه «أوجست كونت» إلى الأهمية المتزايدة التي تحتلها فئة المهندسين في المجتمع الحديث، وهي فئة تحتل مكانا وسطا بين العلماء ورؤساء العمل في الصناعة.
Unknown page