188

============================================================

أصحاب الشورى، فلم يكلم احدا منهم غير علي وعثمان، فقال : يا علي؛ لعل هلؤلاء القوم أن يعرفوا لك قرابتك من النبي صلى الله عليه وسلم، وصهرك ، وما آتاك الله من الفقه والعلم ، فإن وليت هلذا الأمر.. فاتق الله فيه .

ثم دعا عثمان، فقال : يا عثمان؛ لعل هلؤلاء القوم أن يعرفوا لك صهرك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنك، وشرفك، فإن وليت هذذا الأمر.. فاتق الله فيه، ولا تحملن بغيظ على رقاب الناس: ثم قال : ادعوا لي صهيبا، فدعي، فقال : صل بالناس ثلاثا، ولتجعلوا هذؤلاء القوم في بيت، فاذا اجتمعوا على رجل: فمن خالفهم. فاضربوا رأسه، فلما خرجوا من عنده. . قال : إن ولوها عليا.. سلك بهم الطريق، فقال له ابنه عبد الله : فما يمنعك يا أمير المؤمنين، قال : اكره أن أتحملها حيا وميتا : ودعا أبا طلحة الأنصاري فقال : يا أبا طلحة ؛ كن في خمسين من قومك من الأنصار مع هلؤلاء النفر أصحاب الشورى؛ فإنهم- فيما أحسب- سيجعون في بث أحدهم، فقم على ذلك الباب بأصحابك فلا تترك أحدا يدخل عليهم، ولا تتركهم يمضي اليوم الثالث حتى يؤثروا أحدهم، اللهم؛ أنت خليفتي عليهم قال ابن إسحاق : وصنع آبو طلحة كما أمره عمر رضي الله عنه: قال مؤلفه محمد بن الحسن عفا الله عنهما- : الذي خطر لي- والله أعلم - آن آمير المؤمنين رضي الله عنه إنما ترك ذكر سعيد بن زيد؛ لكونه ابن ابن عمه، فما أحب آن يتقلدها ولا أحد من جهته، ولهذا قال عن ابنه عبد الله : يحضركم عبد الله وليس له من الأمر شيء ، والظاهر - والله أعلم -: أنه لولا هذا المعنى. لأدخله معهم في الشورى؛ لأنه أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، رضوان الله عليهم آجمعين . انتهن وقال الغزالي - رحمه الله - : شهد عند آمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل، فقال : اثتني بمن يعرفك، فأتاه برجل، فأثنى عليه خيرا، فقال له عمر: أنت جاره الأدني، تعرف صباحه ومساءه، ومدخله ومخرجه؟ فقال : لا، فقال: كنت رفيقه في السفر الذي يسغر عن أخلاق الرجال ومكارم الأخلاق ؟ فقال : لا، قال : فعاملته بالدراهم والدنانير الذي يستبين به ورع الرجل؟ فقال : لا ، قال : أظنك رأيته قائما في المسجد يهمهم بالقرآن، يخفض رأسه طورا، ويرفعه، قال : نعم، قال : اذهب، قلست تعرفه،

Page 188