227

Majālis fī tafsīr qawlihi taʿālā: Laqad manna llāhu ʿalā l-muʾminīn idh baʿatha fīhim rasūlan min anfusihim.

مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}

Genres

وإذا اعتبرنا قوله تعالى {من قبل}: ظهر لنا أن الإيمان لم يحصل للمؤمنين في الوجود الخارجي إلا من هذه البعثة، لقوله تعالى: {وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}.

ومن الأطراف التي يتعلق بها النظر في الكلام: اعتبار الوسائط بين القائل والناقل، وهذا علم الإسناد الذي هو من دين الإسلام، وبه حفظت الشريعة، فلولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.

ولا فرق بين الإسناد والسند عند الجمهور، وعند غيرهم: أن الإسناد رفع الحديث إلى قائله، وكأنه من أسند في الجبل: إذا صعد فيه وعلا على سفحه، والسند: الإخبار عن طريق المتن الذي من معانيه: ما صلب من الأرض وارتفع منها.

ويطلق على المتن: الخبر، والأثر، والحديث، فالجمهور يستعملون هذه الألفاظ بمعنى ما جاء من المروي مرفوعا وغير مرفوع، وقد فرق قوم بين الخبر والأثر، ففي اصطلاح الفقهاء الخراسانيين أن ما يروى عن الصحابة رضي الله عنهم يسمى بالأثر، والمرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم : بالخبر، كما حكاه عنهم من المتأخرين شيخ الإسلام أبو زكريا النووي وغيره.

وجاء عن آخرين تخصيص الخبر بما جاء غير مرفوع، وإطلاق الحديث على المرفوع.

وجعل بعضهم بينهما عموما من وجه وخصوصا من وجه آخر، فيطلق الحديث على الخبر، ولا يطلق الخبر على الحديث.

Page 278