Majālis fī tafsīr qawlihi taʿālā: Laqad manna llāhu ʿalā l-muʾminīn idh baʿatha fīhim rasūlan min anfusihim.
مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
Genres
Your recent searches will show up here
Majālis fī tafsīr qawlihi taʿālā: Laqad manna llāhu ʿalā l-muʾminīn idh baʿatha fīhim rasūlan min anfusihim.
Ibn Nāṣir al-Dīn al-Dimashqī (d. 842 / 1438)مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
Genres
ومن الأطراف التي يتعلق بها النظر في الكلام: حكم تركيب الألفاظ واختلافها على وفق كلام العرب، وهذا علم الإعراب، كرفع الاسم الشريف في قوله تعالى: {لقد من الله} والجر في قوله تعالى: {على المؤمنين} والنصب في قوله تعالى: {إذ بعث فيهم رسولا} واعتبار العوامل فيما ذكر وألقابها، وما في الآية من الأسماء والأفعال والحروف، والمعرب من ذلك والمبني.
ومن الأطراف التي يتعلق بها النظر في الكلام: معرفة ما تدل عليه الألفاظ، وهو علم الأحكام، ومن أحكام الآية: إثبات النبوات وبعثة الرسل، ووجود الملائكة، ووجوب الشكر واستدعاؤه، وذكر النعم على سبيل التعريف لا على جهة التقريع والتعنيف، وغير ذلك مما يؤخذ من منطوق الآية ومفهومها.
ومن الأطراف أيضا: اعتبار ضروب نظم الألفاظ التي أفادها التركيب، وهذا علم المعاني والبيان الذي هو أحد أقسام البلاغة التي هي: إيصال المعنى المقصود إلى القلب بأحسن ما يكون من اللفظ وأجوده، وهي على وجوه منها: البيان الذي من أقسامه الاعتبار، فإذا اعتبرنا قوله تعالى {لقد من الله على المؤمنين}: علمنا أنه أنعم عليهم وأحسن إليهم، ثم ننظر في معنى المن على أحد وجوهه، فنعلم أنه سبحانه ابتدأهم بالإنعام بلا سؤال، ثم نعتبر وجوه إنعامه فنعلم أنها لا تحصى، كما جاء النص بذلك في قوله تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}، وحينئذ يصير الفكر ملتفتا إلى ذكر ما من الله به سبحانه على المؤمنين، فنسمع قوله تعالى: {إذ بعث فيهم رسولا}، فيميل الفكر إلى هذا الرسول: ممن هو؟ فنجد قوله الله عز وجل بيانا لذلك: {من أنفسهم}.
ثم نعتبر فائدة البعثة فنراها لجلب المنافع ودفع المضار، وذلك مذكور في هذه الآية الشريفة، فجلب المنافع في قوله تعالى: {يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة} وأما دفع المضار ففي قوله تعالى: {وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}.
Page 277