228

Majālis fī tafsīr qawlihi taʿālā: Laqad manna llāhu ʿalā l-muʾminīn idh baʿatha fīhim rasūlan min anfusihim.

مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}

Genres

ومعنى الحديث لغة في الأصل: ضد القديم، ويطلق على الخبر قليله وكثيره، لأنه يحدث شيئا فشيئا، فسمي حديثا، وجمعه أحاديث، قال يحيى بن زياد الفراء: نرى أن واحد الأحاديث أحدوثة، ثم جعلوه جمعا للحديث، حكاه أبو نصر الجوهري.

وأما معنى الحديث اصطلاحا: فالأقرب أنه: نقل ما حدث من النبي صلى الله عليه وسلم قولا له أو فعلا، وبمعنى نقل ذلك الخبر والأثر، ولهذا استعمل الجمهور الحديث والخبر والأثر بمعنى واحد.

وناقل ذلك: هو الوسائط التي اعتبارها أحد الأطراف التي يتعلق بها النظر في الكلام.

وللوسائط شروط: أحدها: العدالة، بإجماع أهل العلم، كما حكاه أبو بكر الخطيب في ((الكفاية)) على أنه لا يقبل إلا خبر العدل.

وأول شروط العدالة: الإسلام، وأجل الأخبار أخبار الدين، ومعظمها الكتاب والسنة، وناقلوهما هم الوسائط.

ومأخذ ذلك من مفهوم هذه الآية الشريفة، لأنها وصلت إلينا مع جملة القرآن -ولله الحمد- بالإسناد الصحيح المتواتر المجمع عليه بنقل الوسائط الثقات الضابطين، عن أمثالهم كذلك، حتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، والنبي صلى الله عليه وسلم تلقى القرآن عن جبريل عليه الصلاة والسلام، عن رب العالمين عز وجل، قال الله عز وجل: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته} وهي القرآن، تلقاه منه المؤمنون حين تلاه عليهم، وهم الصحابة خير القرون، وأخذه عنهم التابعون، وهلم جرا، حتى انتهى علم ذلك إلينا، وحصلت بركاته لدينا، وفاضت أنواره علينا.

Page 279