130

قال الطبري في روايته: إن زيادا خطب يوم الجمعة، فأطال الخطبة، وأخر الصلاة؛ فقال له حجر بن عدي: الصلاة. فمضى زياد في خطبته، ثم قال: الصلاة، فمضى في خطبته؛ فأخذ حجر كفا من حصى، وثار إلى الصلاة وثار الناس معه؛ فنزل زياد وصلى بالناس، وكتب إلى معاوية، فأمر معاوية إليه: اشدده بالحديد واحمله إلي؛ فأراد قوم حجر منعه، فقال لهم حجر: لا ولكن نطيع ونسمع؛ فلما دخل على معاوية قال: السلام عليك -يا أمير المؤمنين-؛ فقال له معاوية: والله، لأقتلنك ولا أستقيلك، أخرجوه فاضربوا عنقه فأخرجوه، فقال لهم: دعوني أصلي ركعتين فصلاهما وخفف، وقال: لولا أن تظنوا أني غير الذي بي؛ لأطلتهما، ثم قال لمن حضره من أهله: لا تطلقوا مني حديدا، ولا تغسلوا عني دما فإني لاق معاوية غدا على الجادة ثم ضربت عنقه سادس ستة، أو سابع سبعة أحدهم ولده.

قالت العلماء: فقالت عائشة لمعاوية بمكة أين كان حلمك عن حجر بن عدي؟ فقال: يا أم المؤمنين، لم يكن يحضرني رشيد، فلما حضرت معاوية الوفاة جعل يغرغر بالموت، ويقول: إن يومي منك يا حجر بن عدي لطويل.

هذا ملخص خبر حجر مع معاوية اختصرته تنبيها على ما ذكره السيد صارم الدين بالبيت الأول، فلنتبع الإشارة إلى جملة من أحوال المذكورين في البيت الثاني، والله الموفق للصواب.

Page 222