Maathir Abrar
مآثر الأبرار
Genres
[أمر عمرو بن العاص وحاله مع أهل البيت - عليهم السلام -]
والمراد بعمرو وصاحبه فيه، هو عمرو بن العاص بن وائل السهمي، وكان شديد العداوة لعلي -عليه السلام- ولأولاده؛ فروى المدائني : أنه لقي الحسن بن علي في الطواف، فقال: يا حسن، زعمت أن الدين لا يقوم إلا بك وبأبيك؛ فقد رأيت الله أقام معاوية فجعل الدين راسيا بعد ميله، وبينا بعد خفائه، أفرضي الله بقتل عثمان؟ أو من الحق أن تطوف بالبيت كما يدور الجمل بالظعن [عليك ثياب كغرقئ] وأنت قاتل عثمان، والله إنه لألم للشعث، وأسهل للوعث أن يوردك معاوية حياض أبيك.
فقال له الحسن عليه السلام : إن لأهل النار علامات يعرفون بها: الإلحاد لأولياء الله، والموالاة لأعداء الله، والله إنك لتعلم أن عليا لم يرتب في الدين، ولم يشك في الله ساعة واحدة، وآيم الله لتنتهين يا عمرو أو لأقدن خصيتيك بنواقد أشد من الحديد، فإياك من التهجين علي؛ فإني من قد عرفت[لست بضعيف الغمرة ولا هش المشاشة، ولامرئ المأكلة و] إني من قريش كواسطة القلادة، يعرف حسبي، ولا أدعى لغير أبي، وأنت من تعلم ويعلم الناس، تحاكمت فيك رجال من قريش؛ فغلب عليك جزارها الأمهم حسبا، وأعظمهم لوما، فإياك عني فإنك رجس، ونحن أهل [بيت] الطهارة أذهب الله عنا الرجس، وطهرنا تطهيرا؛ فأفحم عمرو وانصرف كئيبا.
وأما معاوية فقد تقدم طرف من تبيين عناده الحق، وما قال الناس في دينه، وهل يجري عليه اسم الإسلام أم لا؟ ولا وجه لإعادة ذلك.
Page 223