123

Khaṣāʾiṣ Sayyid al-ʿĀlamīn wa-mā lahu min al-manāqib al-ʿajāʾib ʿalā jamīʿ al-anbiyāʾ ʿalayhim al-salām (maṭbūʿ maʿa: minhaj al-Imām Jamāl al-Dīn al-Sarmarī fī taqrīr al-ʿaqīda)

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

Editor

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Publisher

(بدون)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Genres

اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ [آل عمران: ٤٨ - ٥١] قلنا: هذه معجزات عظيمة، وآيات كريمة، ومرتبة جسيمة، ولنبيّنا محمد ﷺ مثلها وأعظم، وزاد عليها في الفضل وتمّم، فإن الله تعالى أنزل على محمّد ﷺ كتابًا مصَدِّقًا لما جاء به موسى، ومقرِّرًا لما أنزل على عيسى، وشاهدًا للنبيّين بالصّدق والنّبوة، ولولا كتابه لما ظهرت (لنا) (١) لنبوتهم قوّة، فكتابه فيه ما في كتبهم وزيادة، ولِصدْقهم فيما ادعوه أكبر شهادة، ونسَخ الله تعالى به من شرائع مَن قبله ماشاء، وأحلّ ما شاء، وحرّم ما شاء، ورفع (فيه) (٢) عن أمّته ما كان من الآصار والأغلال على من قبلهم، وجَمع فيه نَبَأ ما كان وما يكون، وجعله يُحفظ ويتلى بخلاف غيره من الكتب المنزلة فإنها كانت تكتب في الصحف ولا تحفظ في الصدور، وتكفّل الله تعالى بحفظ هذا الكتاب بنفسه فقال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحِجر: ٩]، فكتاب محمد ﷺ القرآن أعظم معجزاته، فليس لنبيّ معجزة مثله، وقد تحدّى الله ﷿ به الإنس والجن على أن يأتوا بمثله (٣) (٤) فلم يقدروا، وعلى سورة من مثله فلم يستطيعوا (٥)، فهو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، لاتفنى عجائبه، ولا يَخلقُ على كثرة الرّدّ، فهو معجزة قائمة إلى يوم القيامة، كل نبيّ انقضت معجزته بموته ومعجزة محمّد ﷺ قائمة إلى يوم الدين، شاهدة بمعجزة مَن قبله، ولولا ذلك لم يمكن أحدًا من أهل الأديان إقامة دليل على نبوّةٍ ولا معجزة لتبديل الكتب وانقطاع السَّند الصحيح لمن قبل هذه الأمّة، فرسالة محمّد ﷺ كما ذكرها الله تعالى رحمة للعالمين؛ وأما الحكمة فكان [ق ٢٨/و] كلام محمّد ﷺ كلّه حِكَم حتى ما يفاوض به الأطفال

(١) "لنا" ليس في ب.
(٢) "فيه" ليس في ب.
(٣) في ب "بمثل هذا القرآن".
(٤) قال تعالى: ﴿فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ﴾ [الطور: ٣٤].
(٥) قال تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٣)﴾ [البقرة: ٢٣].

1 / 407