124

Khaṣāʾiṣ Sayyid al-ʿĀlamīn wa-mā lahu min al-manāqib al-ʿajāʾib ʿalā jamīʿ al-anbiyāʾ ʿalayhim al-salām (maṭbūʿ maʿa: minhaj al-Imām Jamāl al-Dīn al-Sarmarī fī taqrīr al-ʿaqīda)

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

Editor

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Publisher

(بدون)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Genres

كقوله: «يا (أبا) (١) عُمَير ما فَعل النُّغَير (٢)» (٣) لنُغَرٍ كان يلعب به فمات فرآه حزينًا فقال له ذلك، فكُتب عنه ودُوّن وصُحّح، فاعترض بعض الزنادقة والملحدين وقال: وأيّ فائدة في هذا الكلام حتى نقل عن النبي ﷺ؟ ! فانتدب له بعضُ من نوّر الله قلبه بالإيمان وملأه من الحكمة فاستخرج (٤) من هذا الحديث ما يزيد على مائة حُكم من أحكام الشريعة المحمّديّة (٥)، و[قد] (٦) قال الله تعالى لأزواج محمد ﷺ: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ﴾ [الأحزاب: من الآية ٣٤] فالآيات: القرآن، والحكمة: كلام الرسول ﷺ، وهذا باب واسع تكلّ الألسنة

(١) "أبا" ليس في ب.
(٢) النغير: تصغير النُّغَر وهو طائر يُشبه العصفور، أحمر المنقار. النهاية (٥/ ١٩٠).
(٣) أخرجه البخاري (٨/ ٣٠)، كتاب الأدب، باب الانبساط إلى الناس، ح ٦١٢٩.
(٤) في ب "فاستخرجه".
(٥) قال الحافظ في فتح الباري (١٠/ ٥٨٤): "وفي هذا الحديث عدة فوائد جمعها أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الطبري المعروف بابن القاص الفقيه الشافعي صاحب التصانيف في جزء مفرد بعد أن أخرجه من وجهين عن شعبة عن أبي التياح ومن وجهين عن حميد عن أنس ومن طريق محمد بن سيرين، وقد جمعت في هذا الموضع طرقه وتتبعت ما في رواية كل منهم من فائدة زائدة، وذكر بن القاص في أول كتابه أن بعض الناس عاب على أهل الحديث أنهم يروون أشياء لا فائدة فيها ومَثَّل ذلك بحديث أبي عمير هذا، قال: وما درى أن في هذا الحديث من وجوه الفقه وفنون الأدب والفائدة ستين وجهًا ثم ساقها مبسوطة فلخصتها مستوفيا مقاصدة ثم أتبعته بما تيسر من الزوائد عليه"، وجزء ابن القاص مطبوع، قال في مقدمته: "وأما قصة أبي عمير، فأنا ذاكرها بروايتها، وملطف القول في تخريج ما فيها من وجوه الفقه والسنة وفنون الفائدة والحكمة، ليعلم الزاري على أهل الحديث به أنهم بالمدح به أولى، وأن السكوت كان به أحرى، وذلك أن فيه ستين وجهًا من الفقه، وسنأتي إن شاء الله وبعون الله وتوفيقه على بيان ذلك وتفصيله". جزء فيه فوائد حديث أبي عمير، تحقيق: صابر البطاوي، الطبعة الأولى ١٤١٣، مكتبة السنة، القاهرة.
وقد ذكر بعضهم من فوائد هذا الحديث أكثر من هذا، ففي نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب (٦/ ٢١٥)، لأحمد بن محمد المقري التلمساني، تحقيق: د. إحسان عباس، ١٣٨٨، دار صادر، بيروت: أن الفقيه ابن الصباغ - وهو من العلماء الذين غرقوا في نكبة السلطان أبي الحسن المريني- أملى في مجلس درسه بمكناسة على حديث «يا أبا عمير ما فعل النغير» أربعمائة فائدة.
وقال ابن غازي المكناسي في حواشيه على الصحيح أنه أوصلها إلى أكثر من مائتين. انظر: التراتيب الإدارية (٢/ ١٥٠)، لعبد الحي الكتاني، دار الكتاب العربي، بيروت.
(٦) "قد" زيادة من ب.

1 / 408