204

2 - (( و)) قد يكون (( بعيدا )). وبعده بحسب خفاء العلاقة، (( فيحتاج إلى )) مرجح (( أقوى )) مما يترجح به التأويل القريب، ولا يترجح بالمرجح الأدنى. من ذلك: تأويل بعض الحنفية، وبعض أئمتنا قوله تعالى:{ فإطعام ستين مسكينا }. بأن المراد: إطعام طعام ستين مسكينا، لواحد أو أكثر. قالوا: لأن المقصود دفع الحاجة، وحاجة مسكين واحد في ستين يوما، كحاجة ستين شخصا لا فرق بينهما عقلا. ووجه بعده: أنهم جعلوا المعدوم _ وهو طعام _ مذكورا بحسب الإرادة، مع إمكان(1) أن يكون المذكور _ وهو ستين _ هو المراد. لأنه يمكن أن يقصد إطعام ستين مسكينا، دون واحد في ستين يوما، لفضل الجماعة وبركتهم. بدليل: ( يد الله مع الجماعة ). ولتظافر قلوبهم على الدعاء للمحسن، فيكون أقرب إلى الإجابة، ولعل فيهم مستجابا. بخلاف الواحد. ونحو ذلك من التأويلات البعيدة. على ما هو مبسوط في بسآئط هذا الفن.

3_ (( و)) قد يكون (( متعسفا )) لا يحتمله اللفظ (( فلا يقبل )). بل يجب رده، والحكم ببطلانه. وذلك: كتأويل الباطنية. مثل تأويلهم ثعبان موسى: بحجته. ونبع الماء من بين الأصابع: بكثرة العلم. وقولهم في قوله تعالى:{ حرمت عليكم أمهاتكم }. المراد بالأمهات: العلماء. وبالتحريم: تحريم مخالفتهم، وانتهاك حرمهم. وكتأويلهم الجبت والطاغوت: بأبي بكر وعمر. والبقرة في قوله تعالى: { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}: بعائشة. وغير ذلك كثير من أباطيلهم. وبتمام هذا تم الكلام في شرح باب المجمل والمبين .

(( الباب الثامن ))من أبواب الكتاب (( في النسخ. هو ))

في اللغة يطلق على: الإزالة. مثل: نسخت الشمس الظل. أي: أزالته. وعلى النقل والتحويل. مثل: نسخت الكتاب.أي: نقلت ما فيه إلى آخر .

ومنه: المناسخات. لانتقال المال من وارث إلى آخر.

وقد اختلف فيه هل هو حقيقة في أحدهما، مجاز في الآخر؟ أم مشترك بينهما؟

Page 182