324

Kitāb al-Istighātha

كتاب الاستغاثة

وما يتكلم به الإنسان من تلقاء نفسه وإن كان الله خالقه هو من عند الله باعتبار خلقه وتقديره فليس هذا المعنى هو ذاك فإن هناك مبلغ لكلام مرسله والله تعالى يجعله مبلغا لا يجعله قائلا له من تلقاء نفسه ولهذا توعد الله تعالى من جعل القرآن قول البشر بقوله {سأصليه سقر} وقد قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون} فجعله قول رسول من البشر كما جعله قول رسول من الملائكة في قوله {إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين} لأن لفظ الرسول يستلزم المرسل ويدل على أنه مبلغ له عن مرسله لا يتكلم به من تلقاء نفسه بخلاف من جعله قولا لمخلوق بشر أو ملك أو جني أو جعل شيئا منه قوله فإن هذا هو الذي توعده الله عز وجل

Page 652