ʾIrsad al-qasid ʾila ʾasna al-maqasid
إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد
العلوم الحكمية العملية
والعلوم الحكمية العملية تنقسم إلى السياسة ، والأخلاق ، وتدبير المثزل ، وذلك لأن اعتباره إما للأمور العامة . فعلم السياسة ، أو الأمور الخاصة فإما بالشخص وحده فعلم الأخلاق ، أو مع خاصته فعلم تدبير المنزل .
فهذه العلوم الأصلية وما عداها فهى فرعية فلنذكر هله العلوم وفروعها على التفصيل بحسب غرض هده الرسالة، ونقدم مقدمة يتبين بها العلم الأصلى، والعلم الفرعى ، وغير ذلك فتقول : تبين فى كتاب البرهان(1) أن كل علم حتيقى فلابد له من موضوع ، ومبادئ ومسانل، وغاية . فالموضوع هو الشيء الذى يبحث فى ذلك العلم عن أحواله التى تعرض له، إما لذاته ، أو لما يشتمل عليه ، أو لما يساويه . ومتى كان الموضوع كليا فالعلم الناظر فيه أصلى . ومتى كان جزئيا فالعلم الناظر فيه فرعى . كالطب بالنسبة إلى العلم الطبيعى ، فإن موضوع الطب بدن الاتسان من جهة ما يصح ويرض ، وهو مندرج تحت مرضوع العلم الطبيعى لأنه ينظر فى الأجسام مطلقا ولواحتها وتحن فى هذه الرسالة نذكر موضوعات العلوم الكلية ، لأن العلوم إنما تتمايز بوضوعاتها ، ويستغنى بذكرها عن الموضوعات الجزئية.
وأما المبادئ : فهى إما تصورات، وإما تصديقات لاتحصار العلم فيها.
والتصورات هى الحدود التى تذكر للموضوع واجزائه إن كان ذا أجزاء ، أو لأعراضه اللاحقة له والتصديقات : متها واجبة القبول ك الأوليات والاستبصاريات وتسمى أوضاعا ومنها غير واجية القيول لكنها تتسلم فى الوقت ويبرهن عليها فيما بعد آو فى علم أخر وتسى مصادرات.
وأما المسائل : فهى مطالب العلم المختصة به البينة فيه وأما الفاية : فهى الشيء الذى يقصد ذلك العلم لأجله ، وهى أبدأ متقدمة فى النظر ، متأخرة فى الحصول ، وهذا معنى قولهم : * أول الفكر آخر العمل *
(1) البرهان فى أسرار علم الميزان ، تأليف : عز الدين أيدمر بن على الجلدكى سنة 743د، وهو معاصر لامن الاكفانى.
Page 108