ʾIrsad al-qasid ʾila ʾasna al-maqasid
إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد
ومن الناس من زعم أن المنطق آلة لفيره من العلوم فلا يكون علما فى نفسه ، وهذا تحامل ، لأن كونه آلة لا ينافى كونه علما فى نفسه ، فالهندسة آلة لعلم الهيئة وعلم فى نقسه . ومتفعته آن يرشد الطالب(1) إلى الطرق التى يجب أن تسلك فى كل بحث ومعرفة التعريفات بالحدود والرسم ، ومعرفة أتواع الحجج البرهانية وغيرها وكيفية وجه التحرز من الغلط فى التصورات والتصديقات ، وهو مفتاح العلوم العقلية وسلمها ، وميزان المعاتى لأن نسبته إلى المعانى ، تسبة النحو إلى اللفظ ، والعروض إلى القريض ، وبه يتبين حال كل علم ف وثاقته وضعفه ، وحال كل عالم وباحث ، ولهذا قال الغزالى21) رحمه الله : من لا معرفة له به لا ثقة بعلمه ، وسماه معيار العلم ، وهو من العلوم التى تشحد الذهن وتتقح (3) الفكر ، وبالجملة فهو حلية الجنان ، كما أن الأدب حلية اللسان والهنان ، ويستفنى عنه المؤيد من الله تعالى ومن علمه ضردرى، ويحتاج اليه من عداهما وهم الأكشر.
وقد رفض هذا العلم وجحد منفعته من لم يفهمه ولا اطلع عليه عداوة لما جهل وقد بينا منه ما فيه كفاية، وبعض الناس رهما توهم آنه يشوش العقائد مع آنه موضوع للاعتبار والتحرير ، وسبب هذا التوهم أن من الأذكياء الأغمار الذين لم يرتاضوا بالعلوم الحكمية ولا آدبتهم الشريعة من اشتغل بهذا العلم ، واستضعف حبج بعض العلوم، فاستخف يها وبأهلها ، ظنا منه آنها برهانية لطيشه وجهله بحقائق العلوم ومراتبها، فالفساد مته لا من العلوم والمشهور أن واضع هذا العلم وميتدعه أرسطوطا ليس وأنه لم يجد لمن تقدمه غير كتاب المقولات ، وأنه تنبه لوضعه وترتيبه من نظم كتاب إقليدس41) فى الهندسة والمناقشة فى هذا غير مفيدة .
(1) الطالب : غير موجودة فى ج
(2) الغزالى : حجة الاسلام أبر حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحد الغزالى الطوسى 4.51 56ها ابن خلكان 46/1ه ، طبقات السبك 1.1/4 . مفتاح السعادة 191/6، الفوائد الههة 243 بالتعليقات ، الوافى بالرفيات 277/1 ، روشات الجنات 18/4، جلاء المينين 73 . اللباب 120/2 سركيس 14.8، الاعلام 247/7 .
تتم من
(4) سيق ذكره.
Page 128