151

Akhbār al-ʿulamāʾ bi-akhbār al-ḥukamāʾ

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

Editor

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Edition

الأولى 1426 هـ - 2005 م

Regions
Syria

فاحشة وأن الإمساك عن التقصي في البحث لحسرة علينا غدا عظيمة لما نعدم في الأرض من وجود الفاتح لما تريده فقال له يا سيماس لا تدعن التقصي لشيء أردته فإن تقصيك لذلك هو الذي أسر به وليس بين هذه الحال عندي وبين الحال الأخرى فرق في الحرص على تقصي الحق فإنا وإن كنا نعدم أصحابا ورفقاء إشرافا محمودين فاضلين فإنا أيضا إذ كنا معتقدين متيقنين بالأقاويل التي لم تزل منا نصير إلى إخوان فاضلين إشراف محمودين منهم اسلاؤس واملوس وارقيليس وجميع من سلف من ذوي الفضائل الإنسانية وعدد أقواما غير من ذكرنا فلما تصرم القول في السفس وبلغوا من سؤالهم الغرض الذي أرادوا سألوه عن هيئة العالم وما عنده من الخبر في ذلك فقال أما ما اعتقدناه وبيناه فهو أن الأرض كروية وأن الأفلاك محيطة بها ومحيط بعضها ببعض الأعظم بالذي يليه في العظم وأن لها من الحركات ما قد جرت العادة بالقول به وسمعتموه منا كثيرا فأما ما وصف أناس آخرون فإنهم وصفوا شيئا كثيرا ثم قص قصصا طويلة في ذلك مما ذكره الشعراء اليونانيون القائلون في الأشياء الإلهية كاوميروس وارقاؤس وأسيدوس وابيذقليس ثم قال أما ما قلنا في النفس وفي هيئة الأرض والأفلاك فلم نخدع فيه ولم نقل غير الحق فأما هذه الأشياء الأخر فإنه ليس بحثها من فعل رجل حكيم فلما فرغ من ذلك قال أما الآن فأظنه قد حضرت الساعة التي ينبغي أن نستجم فيها فلا نكلف النساء إحمام الموتى في صيوان الحكم فإن الأمر يأتي يعني السياسة قد دعتنا ونحن ماضون إلى اذوس فإن الأمر فان ونحن ماضون إلى تراوس وأما أنتم فتنصرفون إلى أهاليكم ثم نهض ودخل بيتا يستحم فيه فأطال اللبث فيه ونحن نتذاكر ما نزل بنا من فقده وإنا نعدم أبا شفيقا وتبقى بعده كاليتامى ثم خرج إلينا وقد استحم فجلس ودعا بولده ونسائه فأتى بهم وكان له ابنان صغيران وابن كبير فودعهم وأوصاهم بالذي أراد وأمر بصرفهم فقال له قريطون ما الذي تأمرنا به أن نفعله في ولدك وأهلك وغير ذلك من أمرك فقلت لست آمركم بشيء جديد بل هو الذي لم أزل آمركم به من الاجتهاد في إصلاح أنفسكم فإنكم إذا فعلتم ذلك سررتموني وسررتم كل من هو مني بسبيل فقال له اقريطون فما الذي تأمرنا بك أن نعمل إذا مت فضحك ثم

Page 157