150

Akhbār al-ʿulamāʾ bi-akhbār al-ḥukamāʾ

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

Editor

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Edition

الأولى 1426 هـ - 2005 م

Regions
Syria

أم أقول الحق الذي هو الإقرار بذلك فقال له بل الحق قال سقراط فرأيت إن قال لي أفي العدل يظلمك ظالم فتظلم آخر أفكان يجوز أن أقول نعم فقال اقريطون لا يجوز أن تقول نعم قال له فإن قال لي يا سقراط فإن ظلمك القضاة الحد عشر فألزموك ما لا تستحق يجب أن تظلمني فتلزمني ما لا استحق فهل يجوز لي أن أقول نعم قال له قريطون لا يجوز ذلك قال له سقراط فإن قال أفخروجك من الصبر على ما حكم به الحاكم خروج عن الناموس ونقص له أن لا أيجوز أن أقول ليس بنقص وخروج عن الناموس فقال له اقريطون لا يجوز ذلك فقال له سقراط فإذا لا يجب إن ظلمني هؤلاء القضاة أن اظلم الناموس ودار بينهما في ذلك كلام كثير فقال له قريطون إن كنت تريد أن تأمر بشيء فتقدم فيه فإن الأمر قد أزف فقال يشبه أن يكون كذلك لأني قد رأيت في منامي قبل أن تدخل علي

ما يدل على ذلك. ايدل على ذلك.

فلما كان ذلك اليوم الذي عزموا فيه على قتله بكرنا كالعادة فلما جاء قيم السجن فرآنا فتح الباب وجاء القضاة الأحد عشر فدخلوا ونحن مقيمون على الباب فلبثوا مليا فخرجوا من عنده وقد قطعوا حديده ثم داءنا السجان فقالوا ادخلوا فدخلنا وهو على سرير كان يكون عليه فسلمنا وقعدنا فلما استقر بنا المجلس نزل عن السرير ونزل معنا أسفل منه وكشف عن ساقيه فمسحهما وحكهما ثم قال ما أعجب فعل السياسة الإلهية كيف قرنت الأضداد بعضها ببعض فإنه لا يكون لذة إلا وتبعها ألم ولا ألم إلا وتبعته لذة فإنه قد عرض لنا بعد الألم الذي كنا نجده من ثقل الحديد في موضعه لذة وكان هذا القول منه سببا للقول في الأفعال النفسانية ثم اطرد القول بينهم في النفس حتى أتي على جميع ما سئل عنه من أمرها بالقول المتقن المستقصى ووافي ذلك منه على مثل الحال التي كان يعهد عليها في حال سروره من البهج والمزح في بعض المواضع وكلتا تتعجب منه أشد التعجب من صرامة نفسه وشدة استهانته بالنازلة التي قد نهكتنا له ولفراقه وبلغت منا وشغلتا كل الشغل ولم يشغله عن تقصي الحق في موضعه ولم يزل شيء من أخلاقه وأحوال نفسه التي كان عليها في زمن أمنه الموت وقال له سيماس في بعض ما يقول له وأمسك بعض الإمساك عن السؤال أن التقصي في السؤال عليك مع هذه الحال لثقل علينا شديد وسماجة

Page 156