Ihbar al-ʿulamaʾ bi-ahbar al-hukamaʾ

Ibn al-Qifti d. 646 AH
152

Ihbar al-ʿulamaʾ bi-ahbar al-hukamaʾ

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

Investigator

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Edition Number

الأولى 1426 هـ - 2005 م

التفت إلى جماعتنا فقال أن قريطون لا يصدق بجميع ما سمع مني ولا أن الذي يخطب ويخاطبه منذ اليوم هو سقراط ولا يظن أن الذي يفعل ذلك به ليس الأجد سقراط وأنا أظن الآن أنني سأفر منكم بعد ساعة فإن وجدتني يا قريطون فافعل بي ما تشاء فأقبل خادم الأحد عشر قاضيا فوقف بين يدي سقراط فقال

له يا سقراط إنك حري معها أرى وما عرفته منك قديما أن لا تسخط علي عندما آمرك به من أخذ الدواء اللازم باضطرار لأنك تعلم أتي لست علة موتك وأن علة موتك قضاء الحد عشر وإني مأمور بذلك مضطر إليه وإنك أفضل من جميع من صار إلى هذا الموضع فاشرب الدواء بطيبة نفس واصبر على الاضطرار اللازم ثم رزقنا بعينيه وانصرف عن الموضع الذي كان واقفا فيه بين يدي سقراط فقال سقراط نفعل ذلك ثم التفت إلينا فقال ما أهيأ هذا الرجل قد كان يدخل إلي كثيرا فأراه فاضلا في مذهبه ثم التفت إلى اقريطون فقال له مر الرجل أن يأتي بشربة موتى غم كان قد سحقها وإن كان لم يسحقها فليجد سحقها وليأت بها فقال اقريطون الشمس بعد على الجدار وعليك من النهار بقية فقال له سقراط قل للرجل حتى يأتي بالشربة فدعا اقريطون غلاما له فأصغى إليه بشيء فخرج الغلام مسرعا فلم يلبث أن دخل ومعه الرجل وفي يده الشربة فنظر إليه كما ينظر الثور الفحل إلى ما يهابه ثم مد يده فتناولها والتفت إليه وقال له يمكن أن تخلف من هذه الشربة شربة لإنسان آخر فقال إنما تدق منها ما يطفي الرجل الواحد فقال له أنت عالم بما ينبغي أن يعمل إذا شربت فأمر بذلك قال ليس هو إلا أن تتردد بعد شربها فإذا وجدت ثقل في رجليك استلقيت فشربها فلما رأيناه قد شربها رهقنا من البكاء والأسف ما لم نملك معه أنفسنا وعلت أصواتنا بالبكاء فأقبل علينا يلومنا ويعظنا ثم قال إنما صرفنا النساء لئلا يكون مثل هذا فأما الآن فقد كان منكم أعظم فأما أنا فسترت وجهي وكنت أبكي بكاء شديدا على نفسي إذ عدمت صديقا مثله ثم سكتنا استحياء منه وأخذ في التردد هنيهة ثم قال للرجل قد ثقلت رجلاي فأمره بالاستلقاء وجعل يجس قدميه ثم غمرهما فقال له هل تحس غمزي قال لا ثم غمزه غمزا شديدا فقال له هل تحس غمزي قال لا ثم غمز ساقيه وجعل يسأله ساعة بعد ساعة هل تحس فيقول لا ورأيناه يجمد أولا فأولا ويشتد برده حتى انتهى إلى حقوبه ثم غمزه فلم يحس بذلك فكشف عنه وقال لنا إذا انتهى هذا البرد إلى قلبه قضى عليه ثم قال سقراط لقريطون اسفلابيوس عندما ديك فأعطوه إياه وعجلوه فقال له اقريطون نفعل ذلك وإن كنت تريد شيئا آخر فقل فلم يجبه وشخص ببصره فأطبق قريطون عينيه وشد لحيته فهذا خير سقراط صاحبنا الذي لا نعلم أحدا في دهرنا من اليونانيين كان أفضل منه فقال له خقراطيس فمن كان حاضرا فقال جماعة كثيرة من أصحاب سقراطيس فقال هل أكان أفلاطون حاضركم قال لا لأنه كان مريضا لا يقدر على الحضور. ه يا سقراط إنك حري معها أرى وما عرفته منك قديما أن لا تسخط علي عندما آمرك به من أخذ الدواء اللازم باضطرار لأنك تعلم أتي لست علة موتك وأن علة موتك قضاء الحد عشر وإني مأمور بذلك مضطر إليه وإنك أفضل من جميع من صار إلى هذا الموضع فاشرب الدواء بطيبة نفس واصبر على الاضطرار اللازم ثم رزقنا بعينيه وانصرف عن الموضع الذي كان واقفا فيه بين يدي سقراط فقال سقراط نفعل ذلك ثم التفت إلينا فقال ما أهيأ هذا الرجل قد كان يدخل إلي كثيرا فأراه فاضلا في مذهبه ثم التفت إلى اقريطون فقال له مر الرجل أن يأتي بشربة موتى غم كان قد سحقها وإن كان لم يسحقها فليجد سحقها وليأت بها فقال اقريطون الشمس بعد على الجدار وعليك من النهار بقية فقال له سقراط قل للرجل حتى يأتي بالشربة فدعا اقريطون غلاما له فأصغى إليه بشيء فخرج الغلام مسرعا فلم يلبث أن دخل ومعه الرجل وفي يده الشربة فنظر إليه كما ينظر الثور الفحل إلى ما يهابه ثم مد يده فتناولها والتفت إليه وقال له يمكن أن تخلف من هذه الشربة شربة لإنسان آخر فقال إنما تدق منها ما يطفي الرجل الواحد فقال له أنت عالم بما ينبغي أن يعمل إذا شربت فأمر بذلك قال ليس هو إلا أن تتردد بعد شربها فإذا وجدت ثقل في رجليك استلقيت فشربها فلما رأيناه قد شربها رهقنا من البكاء والأسف ما لم نملك معه أنفسنا وعلت أصواتنا بالبكاء فأقبل علينا يلومنا ويعظنا ثم قال إنما صرفنا النساء لئلا يكون مثل هذا فأما الآن فقد كان منكم أعظم فأما أنا فسترت وجهي وكنت أبكي بكاء شديدا على نفسي إذ عدمت صديقا مثله ثم سكتنا استحياء منه وأخذ في التردد هنيهة ثم قال للرجل قد ثقلت رجلاي فأمره بالاستلقاء وجعل يجس قدميه ثم غمرهما فقال له هل تحس غمزي قال لا ثم غمزه غمزا شديدا فقال له هل تحس غمزي قال لا ثم غمز ساقيه وجعل يسأله ساعة بعد ساعة هل تحس فيقول لا ورأيناه يجمد أولا فأولا ويشتد برده حتى انتهى إلى حقوبه ثم غمزه فلم يحس بذلك فكشف عنه وقال

Page 158