368

Himyān al-zād ilā dār al-maʿād

هميان الزاد إلى دار المعاد

Genres

ونحوه. وقيل بقوله

وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة

ونسب لقتادة، وقال ابن عباس وعمر بن عبد العزيز ومجاهد الآية محكمة ولا يجوز عنده قتال أحد عند المسجد الحرام إلا بعد أن يقاتل. والذى أقول به قول مجاهد لكنى أقول إن دخل مشرك الحرم أو المسجد الحرام، وأمر بالخروج فأبى قوتل ولو لم يقاتل، ويرجح قول مجاهد قوله صلى الله عليه وسلم

" إنما أحلت لى ساعة من النهار ولم تحل لأحد بعدى "

، ورجحه الفخر الرازى، وقال ابن العربى روى الأئمة عن ابن عباس

" أن النبى صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة " إن هذا البلد حرمه الله تعالى إلى يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله تعالى إلى يوم القيامة وأنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلى، وإنما أحل لى ساعة من النهار "

فقد ثبت النهى عن القتال قرآنا وسنة فإن لجأ إليها كافر فلا سبيل إليه، وأما الزانى والقاتل فلا بد من إقامة الحد عليه، إلا أن يبتدئ الكافر بالقتال فيها بنص الكتاب انتهى. وقوله { حتى يقاتلوكم فيه } دليل على أن المراد بقوله { عند المسجد الحرام } فى المسجد الحرام، فإن الهاء عائدة إلى المسجد الحرام، ولا يصح عودها إلى عند لأنه لا يعود الضمير إليه، ويحتمل عود الهاء إلى الحرم المدلول عليه بقوله عند المسجد الحرام. { فإن قاتلوكم } بدءوا بالقتال فيه. { فاقتلوهم } فيه جزاء لهم لا هتكا لحرمة الحرم كما هتكوها، قرأ حمزة والكسائى { ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلوكم فيه فإن قاتلوكم } بإسكان القاف وضم التاء فى الأولين، والمعنى حتى يقتل بعضهم البعض الآخر تقول قتلتنا بنو أسد، قال الشاعر

فإن تقتلون نقتلكم

أى تقتلوا بعضنا فان المقتول لا يتكلم ولا يصدر منه تقتيل، وفتحهما بدون ألف فى الأخير. { كذلك جزاء الكافرين } أى كذلك المذكور من القتال، والإخراج جزاء المشركين على شركهم وإخراجهم المؤمنين وقتلهم بعضا من المؤمنين.

[2.192-193]

Unknown page