345

Hamayan Zad

هميان الزاد إلى دار المعاد

Genres

{ ولتكبروا الله على ما هداكم } متعلق بمحذوف علة له، أى اقضوا ما أفطرتم لمرض أو سفر، لتعظموا الله بالحمد والثناء على هدايته إياكم، فإن القضاء نعمة يجب الشكر عليها إذا جاز الإفطار، وقام القضاء مقامه، ويجوز عطفه على { لتكملوا العدة } بما فى { لتكملوا العدة } من الأوجه ، فيجوز أن يكون المعنى ولتكبروا الله عند إكمال العدة على إرشاده إياكم لمعالم دينه، وما مصدرية، وعلى للتعليل أو الاستعلاء المجازى، أى لأجل هدايته إياكم، أو بانين على هدايته إياكم، هذا ما ظهر لى، واقتصر ابن هشام على التعليل، وفى قول القاضى إنه عد التكبير بعلى لكونه بمعنى التعظيم بالحمد، والثناء إشارة إلى أن على للاستعلاء، ويضعف كون ما اسما موصولا، أى على ما هداكم إليه، لأن فيه حذف العائد المجرور بحرف لم يجر بمثله الموصول، ويجوز كون هدى متعديا لاثنين كقوله جل وعلا

وهديناهما الصراط المستقيم

اهدنا الصراط المستقيم

أى على ما هداكم إياه أو على ما هداكموه، فيكون حذفه على القياس، وقد علمت أن معنى التكبير تعظيم الله، والتعظيم فعل القلب وعمل الإنسان والجوارح دليل عليه، وتبع له بأى لفظ كان لفظ تكبير أو غيره، وبأى عبارة كان، وقيل المراد تكبير يوم الفطر، وذكروا عن جعفر بن محمد أن أباه كان يكبر ليلة الفطر، فلا يزال يكبر حتى يصلى مع الإمام صلاة العيد، وكان بعضهم يجهر بالتكبير حتى يغدو إلى المصلى، وذكروا أن عليا كان يكبر على بغلته يوم الفطر وهو متوجه إلى المصلى، ومن السنة أن يكبر الإمام على المنبر فى المصلى يوم العيد سبع تكبيرات قبل أن يخطب الخطبة الأولى، ثم يكبر قبل أن يخطب الخطبة الآخرة سبع تكبيرات.

قال مالك ذلك تكبير الرجل من حين خروجه من منزله إلى أن يخرج الإمام إلى المصلى، ولفظه عند مالك وجماعة من العلماء الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ثلاثة ثلاثة. ومن العلماء من يكبر ويهلل ويسبح فى أثناء التكبير. ومنهم من يقول الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وقيل التكبير تعظيم الله باللسان بأى لفظ كان، وعن ابن عباس حق على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبروا. وقال الشافعى ويجب أظهار التكبير فى العيدين، وبه قال مالك وأحمد وأبو يوسف ومحمد. وقال أبو حنيفة لا يكبر فى عيد الفطر ويكبر فى عيد الأضحى. { ولعلكم تشكرون } تعليل أو ترجية متصل بمحذوف، أى ويسر لكم أو رخص لكم فى الإفطار لعلكم تشكرون الله على ذلك، فإنه نعمة أو على نعمه مطلقا، أو معطوف على ما سبق، ويجوز كون تلك التعاليل متعلقة بمحذوف دل عليه ما سبق، أى وشرع الله وجوب الصوم على من شهد منكم الشهر، ووجوب القضاء على من أفطر لمرض أو سفر، ووجوب مراعاة عدة ما أفطر، والترخيص فى الإفطار لتكملوا العدة... إلخ. على سبيل اللف، وتعاليل متعلقة بمحذوف وتقديره ليسهل عليكم، ولتكملوا ولتعلموا ما تعلمون ولتكملوا، ويجوز أن يكون لتكملوا ولتكبروا أمرين معطوفين على ليصمه الثانى أو الأول، أو على صوموا أياما معدودات، وفى ذكر الهداية والشكر تلويح بأن المسلمين موفقون إلى أداء الصوم كما فرض عليهم، ووجب عليهم التكبير والشكر لذلك التوفيق، لا كالنصارى المخذولين حتى إغروا الصوم.

[2.186]

{ وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب } روى أن أعرابيا قال لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فننادية؟ فنزلت الآية. وظاهر هذا أن المراد إذا سألك عبادى عن قربى إليهم، أو بعدى. وقيل إن الصحابة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أى ساعة ندعو ربنا؟ فنزلت الآية. وظاهر هذا أن المراد إذا سألك عبادى أى وقت أقرب للإجابة. وقيل إن بعض الصحابة الحديثى العهد بالإيمان، قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أين ربنا؟ فنزلت الآية. والمعنى وإذا سألك عبادى عن مكانى، فإنى متعال عن المكان متنزه عنه، ولكنى قريب إلى كل شئ. وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال يهود المدينة يا محمد كيف سمع ربنا دعاءنا وأنت تزعم أن بيننا وبين السماء خمسمائة عام، وأن غلظ كل سماء مثل ذلك؟ فنزلت الآية. والروايتان السابقتان أولى، لأن إضافة العباد إلى نفسه مع قوله { إنى قريب أجيب } الآية. تدل على اللطف والرحمة، ولا يناسبها هؤلاء الكفرة المغضوب عليهم. وأما قوله تعالى

يا عبادى الذين أسرفوا

فجلب للمسرفين وتحبب إليهم لئلا ييئسوا، والأكثر على الروايتين السابقتين، ويناسبهما ما ذكر بعض أن موسى صلى الله على جميع الأنبياء قال يا رب. أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك؟ فأوحى الله إليه أنا عند ظن عبدى، وأنا معه إذا دعانى، ويقرب منهما ما قيل لما نزل قوله تعالى

ادعونى أستجب لكم

Unknown page