143

يؤخذ (1) عين الجوهر في كل حد صورة ومزاج : فنقول نحن (2) إنه ليس سوى الحق ؛ ويظن المتكلم (3) أن مسمى الجوهر وإن كان حقا ، ما هو عين الحق الذي يطلقه أهل الكشف والتجلي . فهذا (4) حكمة كونه لطيفا . ثم نعت فقال " خبيرا " أي عالما عن اختبار وهو قوله " ولنبلوكم حتى نعلم " وهذا هو علم الأذواق . فجعل الحق نفسه مع علمه بما هو الأمر عليه مستفيدا علما . ولا نقدر على إنكار ما نص الحق عليه في حق نفسه : ففرق تعالى ما بين علم الذوق والعلم المطلق ؛ فعلم الذوق مقيد (5) بالقوى . وقد قال عن نفسه إنه عين قوى عبده في قوله " كنت سمعه " ، وهو قوة من قوى العبد، " وبصره " وهو قوة من قوى العبد ، " ولسانه " وهو عضو من أعضاء العبد، " ورجله ويده) .

فما اقتصر في التعريف (6) على القوى فحسب حتى ذكر الأعضاء : وليس العبد بغير لهذه (7) الأعضاء والقوى . فعين مسمى العبد هو الحق، لا عين العبد هو السيد ، فإن النسب متميزة لذاتها ؛ وليس المنسوب إليه متميزا ، فإنه ليس (8.

ثم سوى عينه في جميع النسب . فهو (9) عين واحدة (87 -1) ذات نسب وإضافات وصفات . فمن تمام حكمة لقمان في تعليمه ابنه ما جاء به في هذه الآية من هذين الإسمين الإلهيين "لطيفا خبيرا " ، سمعى بهما الله تعالى .

فلو (10) جعل ذلك في الكون - وهو الوجود - فقال "كان" لكان أتم في الحكمة وأبلغ . فحكى الله قول لقمان على المعنى كما قال : لم يزد عليه شيئا - وإن

Page 189