كان قوله إن الله لطيف خبير من قول الله - لما (1) علم الله من لقمان أنه (2) لو نطق متمما لتمم بهذا . وأما قوله " إن تك مثقال حبة من خردل " لمن هي له غذاء ، وليس إلا الذرة المذكورة في قوله "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرأ يره" . فهي أصغر متغذ والحبة من الخردل أصغر غذاء . ولو كان ثم أصغر لجاء به كما جاء بقوله تعالى " إن الله يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها (3) " . ثم لما علم أنه ثم ما هو أصغر من البعوضة قال "فما فوقها " يعني في الصغر . وهذا قول الله - والتي في والزلزلة قول الله أيضا . فاعلم ذلك فنحن نعلم أن الله تعالى ما اقتصر على وزن الذرة وثم ما هو أصغر منها ، فإنه جاء بذلك على المبالغة والله اعلم . وأما تصغيره اسم ابنه فتصغير رحمة : ولهذا أوصاه (4) بما فيه سعادته إذا عمل بذلك. وأما حكمة وصيته في نهيه إياه ألا "تشرك بالله فإن الشرك لظلم عظيم (5) "،والمظلوم المقام حيث نعته بالانقسام (87-ب) وهو عين واحدة ، فإنه لا يشرك معه الا عينه وهذا غاية الجهل. وسبب ذلك أن الشخص الذي لا معرفة له بالأمر على ما هو عليه، ولا بحقيقة الشيء إذا اختلفت(6) عليه الصور في العين الواحدة، وهو لا يعرف أن ذلك الاختلاف(7) في عين واحدة ، جعل الصورة مشاركة للأخرى في ذلك المقام فجعل لكل صورة جزءأ من ذلك المقام . ومعلوم في الشريك أن الأمر الذي يخصه مما وقعت فيه المشاركة(8) ليس عين(9) الآخر الذي شاركه ، إذ هو للآخر(10).
Page 190