226

Diwan

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

Genres

وتمزيق هذا الدين كل لمذهب ... ... ... له شيع فيما ادعاه تشايع

وما الدين الا واحد والذي نرى ... ... ضلالات أتباع الهوى تتقارع

وما ترك المختار الف ديانة ... ... ... ولا جاء في القرآن هذا التنازع

فياليت أهل الدين لم يتفرقوا ... ... ... وليت نظام الدين للكل جامع

لو التزموا من عزة الدين شرطها ... ... لما اتضعت منها الرعان الفوارع

وما ذبح الاسلام الا سيوفنا ... ... ... وقد جعلت في نفسها تتقارع

ولو سلت السيفين يمنى اخوة ... ... ... لدكت جبال المعتدين المصارع

وما صدعة الاسلام من سيف خصمه ... ... بأعظم مما بين أهليه واقع

فكم سيف باغ حز أوداج دينه ... ... ... بأفظع مما سيف ذي الشرك باخع

هراشا على الدنيا وطيشا على الهوى ... ... وذلك سم في الحقيقة ناقع

وما حرش الأضغان في قلب مسلم ... ... على مسلم الا من النعي وازع

ولو نصع القلبان لم يتباغضا ... ... ... ولا ضام متبوع ولا ضيم تابع

وما هذه الدنيا لها قدر قيمة ... ... ... يضاع له ذخر من الله نافع

وما نال منها لهائلا غير اثمها ... ... ... وأكدارها المستأثرون الأمانع

ولو بعدت في النفس منزعة التقى ... ... لما نزعت نحو الشقاق المنازع

ولا ضبحت تعلو بأسباب وهمها ... ... على غير ذي ثبت جداه القوارع

أما هذه الدنيا التي يقتنونها ... ... ... ستقتضب الاعمار منها الفجائع

قراضة آجال ومطلب جاهل ... ... ... ونحن لناعيها الينا ودائع

فما بيعنا الحسنى ومرضاة ربنا ... ... بها بيعة ينمى بها الربح بائع

على أي شيء يقتل البعض بعضنا ... ... وتذكي فظاظات النفوس المطامع

ولسنا برغم العقل نطلب وادعا ... ... ولا أحد منا وان عاش وادع

ويكشف عن ساق لنا الحتف دائبا ... ... ونعجله في باطل نتقارع

أليس الذي يأتي من العمر مقبلا ... ... كمثل الذي ولى وفيه المصارع

ولو أشربت منا النفوس تبصرا ... ... لما كان منها للشرارة ناقع

بلى أشربت داءا دخيلا اصارها ... ... كما كمنت في حجرهن الاقارع

ولو بحثت عن دائها كان كبرها ... ... فمنه بلا قيد تثور الشنائع

Page 227