227

Diwan

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

Genres

ولو فكرت في أصلها ومصيره ... ... لدافع داء الكبر منها التواضع رويدا بني الانسان ان شروركم ... ... يعود عليكم ويلها المتتابع

فما أرسل الانسان سهما محرما ... ... سوى أنه في نحر راميه راجع

ولست وان برأت نفسك خالصا ... ... من الشر والدعوى اليه ذرائع

أنلزمها الاشرار والداء شامل ... ... ... وننفي اشتراكا فيه والسم نافع

ولو سلمت من صبغة الشر نسمة ... ... لما راع في أوكاره الفرخ رائع

وكل لحاج المرء في الشر نهمة ... ... من النفس تغريها عليه الطبائع

أليس عجيبا زرع نفس شرورها ... ... وعند حصاد الزرع يحصد زارع

ولولا نواميس السماء لما زكت ... ... نفوس تغريها عليه الطبائع

ومن سنن الله التدافع بيننا ... ... ... ليصلح مدفوع ويصلح دافع

ومن سنن الله اختبار عباده ... ... ... وابلاؤهم وهو الحبى والصنائع

يصب على من شاء صبا بلاءه ... ... وذاك بلاء للمواهب جامع

ومن سنن الله اختفاء اصطناعه ... ... فكم شق أمر ضيق وهو واسع

ومن سنن الله التفاضل في العطا ... ... فذو الجهل موفور وذو العقل جائع

ومن سنن الله التأني بمن طغى ... ... وتعجيل عقبى هفوة اذا تواقع

ومنها انتقام من ظلوم بظالم ... ... ... وهذا حسام للمظالم قاطع

ألم تر أن الله سلط مشركا ... ... ... على مسلم والعدل للكل وازع

فما الشأن الا العدل في أي حادث ... ... والاخفي اللطف للزيغ رادع

وفي الشأن أسرار تجلت لذي النهى ... ... عليها جمال الله باللطف شايع

ترى سلطة لا تعرف الله أفظعت ... ... بعارفه والعدل تلك الفظائع

فأنت اذا فكرت لم تلف ذرة ... ... ... من الظلم في شيء له الله صانع

وما يوجب المقت الالهي عدوة ... ... عدوت بها في خرق ما هو شارع

ولو ثبتت رجلاك دون حدوده ... ... ... لما كان عن رضوانه لك قاطع

وما يوجب الجود الالهي رحمة ... ... وفضل وتوب منه للتوب زارع

أيحظر أمرا ثم تهتك حظره ... ... ... كأنك مدعو بما هو مانع

وأنت مع الايعاد للسخط تنتحي ... ... ومن حيث اتيان المساخط طامع

فما من وعيد الله يمنع عاصم ... ... ... اذا لم يزع من حرمة الله وازع

نضج ضجيج النيب مما ينوبنا ... ... ... ونحن الى ما تقتضيه نسارع

نطاوع أسواء المغبة رغبة ... ... ... ولسنا لمحمود الجزاء نطاوع

وما هذه الأوقار فوق رقابنا ... ... ... يدافع عقابهن عنا مدافع وبعض عقاب الاثم أخذ معجل ... ... وبعض على الاملاء جانيه وادع

Page 228