وان هدى الاسلام في الأرض ظلمة ... ... ولو زال بانت للرقي سواطع
وان هدى الاسلام في همجية ... ... ... وحوش تعادي في الفلا أو صفادع
وان بني الانسان في الأرض طائر ... ... على شرك عز الجناحين واقع
ولولا عرى إشراكه لتوسعت ... ... ... مداركهم حيث الحدود الموانع
هلم بنا نقطع حبالة ديننا ... ... ... اذ الدين عن نور التمدن قاطع
ونرسل أطيار النفوس إلى الهوى ... ... فان هواها للسعادة جامع
ونذروا وصايا الله في الريح تربة ... ... فليس بها ، استغفر الله، نافع
وفي دولة التعطيل مرعى ونضرة ... ... وفي دولة الدين الديار البلاقع
ولا كون الا للطبيعة انها ... ... ... لها الضر في أكوانها والمنافع
وأن ننتحل شبها لدين سياسة ... ... ... ففي دولة التبشير فعل مضارع
حبالة صياد ودين ودولة ... ... ... وتعطيل انسانية وخدائع
فيا لبني القرآن أين عقولكم ... ... ... وقد عصفت هذي الرياح الزعازع
أمسلوبة هذي النهى من صدورنا ... ... وهل فقدت أبصارنا والمسامع
أما كذبوا لا قبح الله غيرهم ... ... ... ولا أفلحت تلك الوجوه للواكع
لقد ملأوا الآفاق افكا وخزية ... ... ... وبغيا ولا مقصود الا المطامع
نفوا ملة الاسلام اذ منعتهم ... ... ... محارم في حكم العقول فظائع
ولو قلدوا الاسلام ضاق عليهم ... ... سبيل الى ما تشتهي النفس واسع
ولا أطلقتهم في الرذالة رتعا ... ... ... نذالتهم مهما اقتضته الطبايع
ولا حرشتهم شرة وفظاظة ... ... ... لهم كلب في نهبنا وتنازع
كأن بني الاسلام صيد رماحهم ... ... وأملاكهم إرث لهم أو قطائع
فلا غرو أن يستنكفوا من ديانة ... ... وقد اسلبت فيها عداها الزرايع
وليتهم اذ عطلوا الدين سايروا ... ... ... طبيعة تكوين العمار وتابعوا
فأي عمار قام والظلم أسه ... ... ... وتلكم ديار الظالمين بلاقع
وليت بني الاسلام قرت صفاتهم ... ... فما زعزعتها للغرور الزعازع
وليتهم ساسوا بنور "محمد" ... ... ... ممالكهم اذ باغتتها القواقع
وليتهم لم ينحروا بسلاحهم ... ... ... نحورهم اذ جاش فيها التقاطع
لقد مكن الأعداء منا انخداعنا ... ... ... وقد لاح آل في المهامه لامع وسورة بعض فوق بعض وحملة ... ... لزيد على عمرو وما ثم رادع
Page 226