Dīwān Ibn Nabāta al-Miṣrī
ديوان ابن نباتة المصري
Publisher
دار إحياء التراث العربي
Edition
بدون
Publisher Location
بيروت - لبنان
فمن للعلى يهدي سبيل رشادها ... ومن للرجا يمحو ظلام ضلاله
ومن ليراعٍ قد أفاض مداده ... وجرّ من الأطراس ذيل خياله
ومن لخطوطٍ غاب بدر كمالها ... فهلاّ فداه الخط بابن هلاله
ومن لمعانٍ في المهارق تجتلى ... بحلي وجوه الخود بين حجاله
إلى الله أشكو يوم فقدك أنه ... رمى كلّ عقل ناشطٍ بعقاله
وقوّس من ثقل الرزية أظهرًا ... فلا غَرْوَ أن أصمى الحشا بنباله
بكاك فقير رافع لك قصة ... نصبت على التمييز كسرة حاله
وممتدح لهفان يسألك الغنى ... أجزت معاني مدحه بسؤاله
ومطّلب كانَ ارتحالك قبله ... فعطلت الأيام شدّ رحاله
وعصر حلا جملت مرآه برهةً ... وخلّفته ينعي أتمّ رجاله
كأنك لم تنهض بأعباء دولة ... تكلف سعي الدهر فوق احتماله
كأنك لم تحمل يراعًا تمرها ... وتعضدها في سلمه وصياله
ومن عجب مقدار فرع يراعة ... وقد وسع الدنيا بفيء نواله
كأنك لم تبسط بنان مؤملٍ ... يمين غوادي المزن دون شماله
وما هي إلا همة لك أنفذت ... وصاة رسول الله عند بلاله
فأنفقت ما أحرزت بالبذل ذخره ... وما ذخر مال المرء غير ابتذاله
عزاء العلى عن راحل بيد الردى ... وكلّ مقيم مؤذن بارتحاله
وما الدهر إلا خيط فجر وليله ... يجران من شخص الفتى بانتقاله
وإني وإن أحسنت سلوة فاقدٍ ... لمضمر شجوٍ مثخن بنصاله
أينفد عني الحزن بعد محمد ... وما استنفذت كفي نوافل ماله
أانسى له في كلّ جدب غمائمًا ... تحثّ على رغم الحيا ومطاله
أأنسى له في كلّ درج قلائدًا ... منظمة من رفده ومقاله
سأبكيه ما لاح الظلام بظلمه ... وأبكيه ما ناح الحمام بضاله
وما أنا إلا بالجميل مطوق ... أولى أسى لا كنت إن لم أواله
صدحت له بالمدح عند لقائه ... وهذا أوان النوح عند زواله
1 / 408