al-Daragat al-rafiʿat fi tabaqat al-siʿat
الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة
Investigator
تقديم : السيد محمد صادق بحر العلوم
Publication Year
1397 AH
Genres
فنزلنا على خال لنا فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا فحسدنا قومه فقالوا انك إذا خرجت عن أهلك خالفه إليهم أنيس فجاء خالنا فثنى علينا الذي قيل له فقلت إماما مضى من معروفك فقد كدرته ولا اجتماع لنا فيما بعد فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليها وتغطى خالنا بثوبه فجعل يبكى فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة فنافر أنيس عن صرمتنا وعن مثلها وأتينا الكاهن فخير أنيسا وأتانا أنيس بصرمتنا ومثلها معها قال وقد صليت يا بن أخي قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وآله بثلاث سنين قلت لمن قال لله قلت فأين توجه قال أتوجه حيث يوجهني ربى أصلى عشاء حتى إذا كان آخر الليل القيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس فقال أنيس ان لي حاجة بمكة فاكفني فانطلق أنيس حتى أتى مكة فرآه على ثم جاء فقلت ما صنعت قال لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله قلت فما يقول الناس قال يقولون شاعر كاهن ساحر وكان أنيس أحد الشعراء قال أنيس لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم والله لقد وضعت قوله على اقراء الشعر فما يلتثم على لسان أحد بعدي انه شعر والله انه لصادق وانهم لكاذبون قال قلت فاكفني حتى أذهب فانظر قال فأتيت مكة فتضعفت رجلا فقلت أين هذا الرجل الذي يدعونه الصبائي فأشار إلى فقال الصبائي الصبائي فمال على أهل الوادي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا على قال فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر (1) قال فاتيت زمزم فغسلت عنى الدماء وشربت من مائها ولقد لبثت يا بن أخي ثلاثين بين ليلة ويوم وما كان لي طعام إلا زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع قال فبينما أهل مكة في ليلة قمراء إضحيان إذ ضرب على أسمختهم (2) أي فما يطوف بالبيت أحد وامرأتان منهم تدعوان أسافا ونائلة قال فاتتا على في طوافهما فقلت أنكحا أحدهما الأخرى قال فما تناهتا عن قولهما قال فاتتا على فقلت هن مثل الخشبة غير انى لا أكن فانطلقتا تولولان وتقولان لو كان
Page 229