195

وبما أن المتفق عليه بن العلماء والمتواتر في الاحاديث أن ظهوره عليه السلام يكون من مكة المكرمة، فلابد أن يكون المقصود بقول أمير المؤمنين " يكون مبدؤه من قبل المشرق " أن مبدأ أمره والتمهيد لظهوره يكون من المشرق، أي من ايران. وتدل الرواية أيضا على أن هذه البداية تكون قبل خروج السفياني، وتشير إلى أنه يكون بينها وبين السفياني مدة ليست قصيرة ولا طويلة كثيرا، لانها عطفت خروج السفياني عليها بالواو وليس بالفاء أو بثم " وإذا كان ذلك خرج السفياني " بل تشير أيضا إلى نوع من العلاقة السببية بين بداية التمهيد للمهدي عليه السلام من ايران وبين خروج السفياني، وقد عرفت في حركة السفياني أنها ردة فعل لمواجهة المد الاسلامي الممهد للمهدي عليه السلام. حديث: أتاح الله لامة محمد صلى الله عليه وآله برجل منا أهل البيت ومنها، حديث أبي بصير عن الامام الصادق عليه السلام قال " يا أبا محمد ليس ترى أمة محمد صلى الله عليه وآله فرجا أبدا ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم. فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لامة محمد صلى الله عليه وآله برجل منا أهل البيت يشير (يسير) بالتقى، ويعمل بالهدى، ولا يأخذ في حكمه الرشا. والله إني لاعرفه باسمه واسم أبيه. ثم يأتينا الغليظ القصرة، ذو الخال والشامتين، القائد العادل، الحافظ لما استودع، يملؤها عدلا وقسطا كما ملاها الفجار ظلما وجورا " البحار ج 52 ص 269، وهو حديث ملفت ولكنه ناقص من آخره مع الاسف، فقد نقله صاحب البحار قدس سره عن كتاب الاقبال لابن طاووس الذي قال في الاقبال ص 599 إنه رآه في سنة اثنتين وستين وستماية في كتاب الملاحم للبطائني، ونقله منه، لكنه رحمه الله نقله ناقصا

--- [ 209 ]

Page 208