81

Bayrut Baka Laylan

بيروت البكاء ليلا

Genres

وأخبرها بدوره مسرعا منفعلا متوعكا ما مر به وألم من ظروف منذ تهدم البناية، وسد مدخلها، وهج سكانها عنها ذعرا وافتراقهما.

قاطعته: أعرف، ومررت عليها ثلاث مرات آخرها أول أمس.

ابتسمت: وبالطبع لم أسأل عنك.

تساءل: كما هي؟

ضحكت: أكثر سوءا، فالشارع بكامله أصبح شبه مهجور، وأصحابها رحلوا إلى الجبل والشمال.

قاربه العريض وهو يلكزه منبها لمشهد الفتاة الفلسطينية شادية وحبيبها اللبناني، جسديهما المسجيين على نقالتين، وقد أحاط أهاليهما رأسيهما بالورود والزهور والصبار، وأحاطوا بالعجلتين حاملين سلاحهما المشهر.

تقدم العريض من رأس الفتاة مصلحا، مختلسا نظرة أسية أخيرة من تحت خباء وجهها السمح الطفولي المبتسم دوما.

وعاد كالمذعور فشدد عزاءه للأم الهرمة الثكلى وفتاتي الأمس، اللتين قاربتا المهاجر مسلمتين في حزنهما، فقدمهما لصديقته التي رمقتهما بنظرة فاحصة يعرفها عنها سائلة: من البنتان؟

حكى لها مكملا ما ألم به عقب افتقاده لها ولبيته وكتبه ومخطوطاته، لحين التقائه بالعريض والإقامة عنده، ثم كيف التقى بفتيات العمارة الثلاث عنده بمسكنه لحين استشهاد إحداهن.

بدا أنها تفهمت الموقف، خالعة عنها معطف المستشفى، دافعة برأسها وخصلات شعرها الذهبية إلى الوراء كمثل جواد عربي فتي. - شوب.

Unknown page