143

Al-Badr al-Munīr fī maʿrifat Allāh al-ʿAlī al-Kabīr

البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير

وأما الوصية فكل من قال بإمامة أمير [38ب] المؤمنين ووصيته فهو يقول بالوصية على أن الله عز وجل أوصى بخلقه على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي بن أبي طالب، والحسن، والحسين، وإلى الأخيار من ذرية الحسن والحسين، أولهم علي بن الحسين، والحسن بن الحسن عليهم السلام وآخرهم المهدي، ثم الأئمة فيما بينهما؛ وذلك أن تثبيت الإمامة عند أهل الحق في هؤلاء الأئمة من الله عز وجل على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمن يثبت الله فيه الإمامة واختاره واصطفاه وبين فيه صفات الإمام فهو إمام عندهم مستوجب للإمامة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ يقول: ((من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه وخليفة كتابه وخليفة رسوله))(1) قال: من ذريتي فولد الحسن والحسين من ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: ((عليكم بأهل بيتي فإنهم لن يخرجوكم من باب هدى، ولن يدخلوكم في باب ردى))(2).

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى))(3).

وقال: ((النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبت النجوم من السماء أتى أهل السماء ما يوعدون، وإذا ذهبت أهل بيتي من الأرض أتى أهل الأرض ما يوعدون))(4) يعني في جميع ذلك الصالح من ولده.

Page 186