Al-Badr al-Munīr fī maʿrifat Allāh al-ʿAlī al-Kabīr
البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير
Genres
قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين -صلوات الله عليه: إنما فرق بين زيد وجعفر قوم كانوا بايعوا زيد بن علي، فلما بلغهم أن سلطان الكوفة يطلب من بايع زيدا ويعاقبهم خافوا على أنفسهم، فخرجوا من بيعة زيد ورفضوه مخافة من هذا السلطان، ثم لم يدروا بما يحتجون على من لامهم وعاب عليهم فعلهم فقالوا بالوصية حينئذ، فقالوا: كانت الوصية من علي بن الحسين إلى ابنه محمد ومن محمد إلى جعفر ليموهوا به على الناس، فضلوا وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل، اتبعوا أهواء أنفسهم، وآثروا الدنيا على الآخرة، وتبعهم على قولهم هذا من أحب البقاء وكره الجهاد في سبيل الله، ثم جاء قوم من بعد أولئك فوجدوا كلاما مرسوما في كتب ودفاتر فأخذوا بذلك على غير تمييز ولا برهان، بل كابروا عقولهم، ونسبوا فعلهم هذا إلى الأخيار من ولد الرسول -عليه وعليهم السلام- كما نسبت {الحشوية) ما روت من أباطيلها وزور أقاويلها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتثبت لهم باطلهم على من اتخذوه مأكلة لهم، وجعلوهم خدما وخولا كما قال الله عز وجل: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب .....إلى آخر الآية}(1) وكما قال الله عز وجل في أشباههم: {فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه}(1) وكذلك هؤلاء الذين رفضوا زيد بن علي وتركوه، ثم لم يرضوا بما أتوا من الكبائر حتى نسبوا ذلك إلى المصطفين من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فلما كان فعلهم على ما ذكرنا سماهم حينئذ زيد روافض، ورفع يديه فقال: "اللهم اجعل لعنتك ولعنة آبائي وأجدادي ولعنتي على هؤلاء الذين رفضوني وخرجوا من بيعتي كما رفض أهل حرورى علي بن أبي طالب عليه السلام حتى حاربوه" فهذا كان خبر من كان رفض زيد بن علي وخرج من بيعته.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي: ((يا علي إنه سيخرج قوم في آخر الزمان لهم نبز يعرفون به يقال لهم الروافض، فإن أدركتهم فاقتلهم فإنهم مشركون، فهم لعمري شر الخلق والخليقة))(2).
Page 185