ولذا ورد عن الإمام العسكري(ع) في قوله تعالى: إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك مايأكلون في بطونهم إلا النار ولايكلمهم الله يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب أليم. (البقرة:174) قال: (إن الذين يكتمون ماأنزل الله من الكتاب ، المشتمل على ذكر فضل محمد(ص) على جميع النبيين ، وفضل علي(ع) على جميع الوصيين، ويشترون به بالكتمان ثمنا قليلا، يكتمونه ليأخذوا عليه عرضا من الدنيا يسيرا ، وينالوا به في الدنيا عند جهال عباد الله رياسة . قال الله تعالى:أولئك ما يأكلون في بطونهم يوم القيامة إلا النار ، بدلا من إصابتهم اليسير من الدنيا لكتمانهم الحق . ولايكلمهم الله يوم القيامة بكلام خير ، بل يكلمهم بأن يلعنهم ويخزيهم ويقول بئس العباد أنتم! غيرتم ترتيبي وأخرتم من قدمته ، وقدمتم من أخرته ، وواليتم من عاديته ، وعاديتم من واليته ). انتهى.
ويظهر منه أن الكتمان المذموم في الآية شامل لكتمان اليهود ، ولكتمان قريش لصفات النبي وآله ، وكتمان فضائلهم صلوات الله عليهم . فما رأيكم؟!
4 نعيد آية الكتمان لنعرف حكم اللعن فيها ، قال الله تعالى: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد مابيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ). فمن هم الذين يشملهم هذا اللعن ، وهل لعنهم واجب، أو مستحب ؟!
المسألة: 122
أحاديث وجوب التبليغ والتحديث عن رسول الله(ص) - الفهرس
ماذا يصنع المدافعون عن تغييب السنة بهذه المجموعة من الأحاديث المتواترة التي تنص على أنه(ص) كان يوصي دائما بأن يبلغ الحاضر الغائب؟!
فقد عقد البخاري:1/34 بابا باسم ( باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب ) وأورد فيه ما يدل على وجوب تبليغ أحاديث النبي(ص) . وكذا في:2/191 ، وفيها: (قال: اللهم اشهد ، فليبلغ الشاهد الغائب ، فرب مبلغ أوعى من سامع ) ونحوه في:5/94 و127 . وفي:6/236: ( ألا ليبلغ الشاهد الغائب ، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه) . ثم قال البخاري: ( وكان محمد إذا ذكره قال: صدق النبي(ص) ، ثم قال: ألا هل بلغت ألا هل بلغت ؟).
Page 431