176

Abū Nuwās: al-Ḥasan b. Hāniʾ

أبو نواس: الحسن بن هانئ

Genres

وإذا اعتبرنا رجحان الغزل بما ينم عليه من حرارة الشعور، فربما توافقت الآراء على أن غزله في جنان أنم على حرارة الشعور من سائر غزله، فإن لم تتوافق الآراء على ذلك فلا نعرف قصيدة في غزل المذكر يحسبها النقاد راجحة بحرارة الشعور على سائر القصائد الغزلية.

والمدار في غزل أبي نواس جميعه على الصورة التي يشخص بها نفسه في ذات معشوقه أو معشوقته على دأب النرجسيين، وقد مر بنا أنه كان يعجبه ممن يتغزل به أن يلثغ بالراء وأن يتشبه بالأدباء، وأن يقتدي به يوم كان معشوقا في صباه، ولم تفارقه هذه الخليقة النرجسية حتى بعد أن كبر واكتهل، فكان يقول في معشوق ملتح:

قال الوشاة: بدت في الخد لحيته

فقلت: لا تكثروا، ما ذاك عائبه

الحسن منه على ما كنت أعهده

والشعر حرز له ممن يطالبه

بهى وأكثر ما كانت محاسنه

أن زال عارضه واخضر شاربه

وصار من كان يلحي في مودته

إن سال عني وعنه قال: صاحبه

Unknown page