التي هو المشار اليه موضوعا في التغير الذي في الكيف. والسبب في ذلك أن الشيء الباقي في مثل تكون الماء من الهواء هو شيء لا حق للموضوع القابل لذلك التغير ، لأنه الموضوع نفسه ، بل إنما هو بالعرض أي من قبل انه في الموضوع ، ولذلك لو كان وجود الاستحالة في موضوعها المشار اليه مثل هذا الوجود ، أعني بالعرض لكانت الاستحالة هي الكون. مثال ذلك ان الرجل لو كان موضوعا لصناعة الموسيقى وعدمها ، على جهة ما الجسمية موضوعة لصورة الماء والهواء أعني بالعرض ، لكان تغير الرجل من الجهل بالموسيقى الى المعرفة بها كونا وفسادا في الجوهر ، لكن الرجل هو موضوع بالذات للمعرفة بالموسيقى فلذلك كان استحالة لا كونا. والاستحالة في ثبات الموضوع لها بالذات يوافق سائر التغايير ، ويخالفها في الشيء الذي وقع اليه التغير. فمتى كان التغير المضاد في الكم كان نموا واضمحلالا ، ومتى كان في المكان كان نقلة ، ومتى كان في الكيفية كان استحالة ويخالف التغير في الجوهر جميع هذه التغايير بأن لا يوجد فيه شيء موضوعا بالذات للشيء الذي وقع اليه التغير ، والهيولى على التحقيق هي الموضوعة لهذا التغير ، والموضوع لسائر اصناف التغايير إنما يقال لها هيولى بأمر متأخر.
فقد تبين من هذا أن التكون موجود وعلى اي جهة وجوده وتبين الفرق بينه وبين الاستحالة.
[قلت (1):
Bogga 40