الجملة الرابعة
8 قال :
ونحن مخبرون بالفرق الذي بين الكون والاستحالة وذلك أن كل واحد من هذين هما التغير ، ولهما موضوع وضدان وشيء يلحق الموضوع. وهما يفترقان بالموضوع والشيء الذي في الموضوع. فالاستحالة تكون متى كان الموضوع شيئا بالفعل ومشارا إليه / وتغير في نوع من انواع مقولة الكيف متى كانت تلك الكيفيتان متضادتين او كانت بين الضدين. مثال ذلك ان البدن الواحد بعينه يصح حينا ويمرض حينا ، وهو واحد بعينه ، والنحاس المشار اليه يكون حينا مستديرا وحينا ذا زوايا وهو واحد بعينه. واما التغير في الجوهر فيكون متى لم يبق من الشيء الذي منه التغير شيئا مشارا اليه على أنه موضوع لذلك الشيء الحادث فيه بالذات لا بالعرض ، مثال ذلك اذا تغير الدم وصار كله منيا او تغير الهواء بجملته فصار ماء. وابين ما يكون ذلك متى كان التغير من غير محسوس الى محسوس بحس اللمس او بسائر الحواس. مثال ذلك ان يتكون من الهواء ماء ، فإن الهواء يكاد أن يكون غير محسوس لا بالبصر / ولا باللمس ، وإنما اشترطنا في المشار اليه الثابت للكيفية المتكونة ان تكون تلك الكيفية موجودة له بالذات من قبل أنه قد يوجد في الأشياء المتكونة شيء يبقى بعينه محسوسا مثل الجسمية الباقية في الماء والهواء عند / تكون احدهما من الآخر ، ومثل الشفيف والرطوبة وغير ذلك من الاعراض التي يشتركان فيها. لكن هذه الأشياء التي تبقى بعينها في المتكونات يظهر انها ليست موضوعة للشيء الحادث في امثال هذه المتغيرات بالجهة
Bogga 39