238

Sirajka Ifaya

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

Noocyada

• (أن أرواح الشهداء في طير خضر) أي بأن يكون الطائر ظرفا لها وليس ذا بحصر ولا حبس لأنها تجد فيها من النعيم ما لا يوجد في الفضاء أوانها في نفسها تكون طيرا بأن تتمثل بصورته كتمثيل الملك بشرا سويا وفي حديث آخر أن أرواحهم نفسها تصير طيرا قال ابن رجب في كتاب أهوال القبور وهذا قد يتوهم منه أنها على هيئة الطير وشكله وفيه وقفة فإن روح الإنسان إنما هي على صورته ومثاله وشكله انتهى وقال القاضي عياض قد قال بعض متقدمي أئمتنا أن الروح جسم لطيف متصور على صورة الإنسان داخل الجسم قال التوربشتي أراد بقوله أرواحهم في طير خضر أن الروح الإنسانية المتميزة المخصوصة بالإدراكات بعد مفارقتها البدن يهيئ لها طيرا خضر فتنتقل إلى جوفه ليعلق ذلك الطير من ثمر الجنة فتجد الروح بواسطة ريح الجنة ولذتها البهجة والسرور ولعل الروح يحصل لها تلك الهيئة إذا تشكلت وتمثلت بأمره تعالى طيرا أخضر كتمثل الملك بشرا على أي حالة كانت فالتسليم واجب علينا لورود البيان الواضح على ما أخبر عنه الكتاب والسنة وورد صريحا فلا سبيل إلى خلافه قال العلقمي وأقول إذا فسرنا الحديث بأن الروح تتشكل طيرا فالأشبه أن ذلك في القدرة على الطيران فقط لا في صورة الخلقة لأن شكل الإنسان أفضل الأشكال وقد قال السهيلي في حديث الترمذي أن جعفر بن أبي طالب أعطى جناحين يطير بهما في السماء مع الملائكة يتبادر من ذكر الجناحين والطيران أنهما كجناحي الطائر لهما ريش وليس كذلك فإن الصورة الآدمية أشرف الصور وأكملها فالمراد بهما صفة ملكية وقوة روحانية أعطيها جعفر انتهى قال المناوي ومفهوم # الحديث أن أرواح غير الشهداء ليسوا كذلك لكن روى الحكيم الترمذي إنما نسمة المؤمن طائر تعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله يوم القيامة إلى جسده قال الحكيم وليس هذا لأهل التخليط فيما نعلمه إنما هو للصديقين انتهى وقضيته أن مثل الشهداء المؤمن الكامل وفيه أن الجنة مخلوقة الآن خلافا للمعتزلة (تعلق من ثمار الجنة) قال العلقمي بضم اللام قال في النهاية أي تأكل وهي في الأصل للإبل إذا أكلت العضاة يقال علقت تعلق علوقا فنقل إلى الطير انتهى وقال في المصباح علقت الإبل من الشجر علقا من باب قتل وعلوقا أكلت منها بأفواهها وعلقت في الوادي من باب تعب سرحت وقوله عليه السلام أرواح الشهداء تعلق من ورق الجنة يروي من الأول وهو الوجه إذ لو كان من الثاني لقيل تعلق في ورق الجنة وقيل من الثاني قال القرطبي وهو الأكثر انتهى (ت) عن كعب بن مالك ورجاله رجال الصحيح

• (أن أرواح المؤمنين في السماء السابعة ينظرون إلى منازلهم في الجنة) قال المناوي قال في المطامح الأصح ما في هذا الخبر أن مقر الأرواح في السماء وأنها في حواصل طير ترتع في الجنة والروح كما قال البيضاوي جوهر مدرك لا يفنى بخراب البدن (فر) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف

• (أن أرواح أهل الجنة) قال المناوي زاد في رواية من الحور (ليغنين) ببناء الفعل على السكون لاتصاله بنون الإناث (أزواجهن بأحسن أصوات لم يسمعها أحد قط) أي ما سمعها أحد في الدنيا وتمامه وأن ما يغنين به نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام (طس) عن ابن عمر ورجاله رجال الصحيح

• (أن أشد) قال المناوي وفي رواية لمسلم أن من أشد (الناس عذابا يوم القيامة المصورون) صورة حيوان تام لأن الأوثان التي كانت تعبد كانت بصورة الحيوان (حم م) عن ابن مسعود

• (أن أشد الناس) أي من أشدهم (نامة رجل) أي إنسان مكلف (باع آخرته بدنيا غيره) أي استبدل بحظه الأخروي حصول حظ غيره الدنيوي وآثره عليه (تخ) عن أبي أمامة الباهلي

• (أن أشد الناس تصديقا للناس أصدقهم حديثا وأن أشد الناس تكذيبا) أي للناس (أكذبهم حديثا) قال الشيخ لأن الإنسان يغلب عليه حال نفسه ويظن أن الناس مثله وأشار هنا إل الإلماح بما في قصة آدم فيما ذكره الله في قوله وقاسمهما أني لكما لمن الناصحين وأنهما قبلا ذلك منه لظنهما أنه لا يحلف بالله كاذب أفاده بعض المفسرين انتهى فالصدوق يحمل كلام غيره على الصدق لاعتقاده قبح الكذب والكذوب متهم كل مخبر بالكذب لكونه شأنه (أبو الحسن القزويني في أماليه) الحديثية (عن أبي أمامة) الباهلي

• (أن أطيب طعامكم) قال المناوي أي ألذه وأشهاه وأوفقه للأبدان (ما مسته النار) أي شيء مأكول مسته النار أي أثرت فيه بنحو طبخ أو قلى انتهى وقال الشيخ الكلام في اللحم لفضية السبب حيث تشاوروا عليه فذكره وفي أخرى أنه حضر اللحم فذكره (ع طب) عن الحسن بن علي قال الشيخ حديث صحيح

Bogga 78