الأدعيا، وقلة الصرحاء" كما قال أبو سليمان الخطابي (١) . وروى، ﵀، عن إسماعيل بن محمد الصفار، سمعت العباس بن محمد الدوري، يقول: "أردت الخروج إلى البصرة، فصرت إلى أحمد بن حنبل، وسألته الكتاب إلى مشايخها، فكلما فرغ من كتاب قرأته، فإذا فيه: "وهذا فتى ممن يطلب الحديث"، ولم يكتب: "من أصحاب الحديث".
وهذا الدوري الذي استكثر عليه الإمام أحمد، ﵁، أن يكون من أصحاب الحديث، يصفه الحافظ الذهبي بأنه "الإمام الحافظ الثقة الناقد (٢) "، ويحكى عن الأصم، قوله فيه: "لم أر في مشايخى أحسن حديثنا منه". ثم روى هذا الخبر، برواية أخرى، عن إسماعيل الصفار أيضًا، عن الدوري، قال: "كتب لي يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، إلى أبي داود الطيالسي، كتابًا، فقالا فيه: "إن هذا فتى يطلب الحديث"، وما قالا: "من أهل الحديث".
ثم عقب الذهبي، فقال: "قلت: كان مبتدئا، له سبع عشرة سنة، ثم إنه صار صاحب حديث، ثم صار من حفاظ وقته ".
ومهما يكن من أمر تفسير الذهبي، فإنه تبقى للقصة دلالتها على ما ينبغي أن يكون عليه أهل العلم، من تطامن وانكسار، وهضم للنفس. وآية ذلك تعقيب الدوري نفسه، وسياقه الخبر عند الخطابي.
_________
(١) ...
(٢) ...
1 / 20