وفي ذلك يقول نجم آل الرسول الإمام القاسم بن إبراهيم عليهما السلام: (إن القلوب كالأبنية المصدوعة فيما ينازع إليه من غرائزها المطبوعة، فرموها بالعلم بكتاب الله، والوقوف على محكم تأويله، ففي هذا لها تقويم وتعديل وهداية ونور، ودليل على منهاج خالص الطريق المستأثر بها في حب الله وطاعته، وما أوجب الله على العباد من أثرته وعبادته، فبكتاب الله تنجلي عن القلوب ظلم الحيرة، وبلطيف النظر فيه تدرك حقائق العلم والبصيرة، وقد زعم بعض أهل الحيرة والنقص، ومن لا يعرف النجاة والتخلص: إن الألطاف في النظر تدعو صاحبه إلى الخيلاء والبطر، وإنما يكون ذلك كذلك عند من يريده للترؤس لا لما فيه، ولما جعله الله عليه من حياة الأنفس، فاتقوا مثل هذا عن ضمائركم وسددوا ثلمة عيبه عن سرائركم.
فعلم القرآن على هذه الطريقة هو العلم النافع الذي يقول الله عز وجل فيه ((يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا))[البقرة: 269].
قال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة عليهم السلام: والحكمة العلم النافع وهو علم القرآن وتفسير معانيه وتفصيل مجمله والمعرفة بأحكام أوامره ونواهيه ومحكمه ومتشابهه، وخاصه وعامه ومجمله ومبينه، وناسخه ومنسوخه، والاعتبار بغيره والفهم لأمثاله العجيبة وقصصه الغريبة، فهذا عندنا رأس الحكمة ومفتاح الرحمة.
Bogga 70