قلت: وإنما يكون هدى ونورا وموعظة وشفاء لأن الله عز وجل جعلهم له ورثة ولما مر من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فمن ابتغى الهدى في غيره أو سأل عنه غير أهله أضله الله). والله عز وجل يقول فيه: ((هدى للمتقين))[البقرة: 2]. أي زيادة هدى ، لأنهم المنتفعون به، ويقول سبحانه: ((قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى))[فصلت: 44]. ويقول تعالى: ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب))[ص: 29]. وقال تعالى: ((إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون))[يوسف: 2]. ((فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون))[الدخان: 58]. ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون))[النحل: 44]. ((ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر))[القمر: 17]. وأكد ذلك بتكريره في السورة إلى أشباه ذلك مما يدل على أن تعلقه ومعرفة المراد به مراد لله تعالى ، ولما يأتي إن شاء الله من كلام أمير المؤمنين عليه السلام.
Bogga 69