ولو لم يكن في ذلك إلا ما رواه الإمام أحمد بن سليمان عليه السلام بالإسناد المعتمد عليه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أهدى المسلم لأخيه المسلم هدية أفضل من كلمة حكمة يسمعها فانطوى عليها ثم علمه إياها يزيده الله بها هدى أو يرده عن ردى ، وإنها لتعدل إحياء نفس، ومن أحياها فكأنما أحي الناس جميعا). لكفى بذلك باعثا لأهل العلم على بذل النصيحة وإرشاد العباد إلى المذاهب الصحيحة إذ كان ذلك سببا للفوز في المحشر، ووسيلة إلى النجاة يوم الفزع الأكبر مع اعتقادي بتقصيري عن رتبة المصنفين، ومحل الأئمة المؤلفين، فاستعصم الله بعصمته التي لا تهتك، وأسترشده السبيل الذي ينجو به من هلك، وأستوهبه التوفيق لهدايته، والحظ الوافر من طاعته، وأرغب إليه في الهام حكمته واجتناب معصيته، وهو حسبي فنعم الهادي إلى صراط مستقيم من ملته، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الذين جعل رسول الله المتمسك بهم كالراكب مع نوح في سفينته، والعادل عن منهاجهم كمن غرف من أمة نوح بمخالفة دعوته.
Bogga 66