ولما كان حالهم عليهم السلام والأمر فيهم وفي كتاب الله - والله المستعان - كذلك رأيت أن أبذل وأفرغ وسعي في التقرب إلى الله عز وجل بنقل ما ظفرت به من علوم أئمتنا عليهم السلام في التفسير مستعينا بالله اللطيف الخبير حفظا لعلومهم وتبركا بكلامهم، وصلة مني لهم عليهم السلام لينجيني الله بعفوه من النار بنجاتهم، ويحشرني إن شاء الله في زمرتهم، ويجعلني برحمته وكرمه من وفدهم إلى دار السلام، وأرجو بذلك إن شاء الله أن يمتاز الصحيح من السقيم، والأعوج من المستقيم، ليهتدي بذلك من أراد الرشاد، ولتثبت به الحجة على من سلك طريق العناد ((ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم))[الأنفال: 42].
مع أن النصيحة كما قال بعض خلص الشيعة:كانت من أركان الإسلام، ومن أسباب الدين بقول خاتم النبيين عليه صلوات رب العالمين، بل النصيحة في الدين، والدعاء إلى الحق المبين من سنن جميع المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين فنوح صلى الله عليه قال: ((أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم))[الأعراف: 62]. وهود عليه السلام قال: ((وأنا لكم ناصح أمين))[الأعراف: 68]. وصالح عليه السلام: ((ونصحت لكم))[الأعراف: 79]. والرجل المؤمن قال لموسى عليه السلام: ((فاخرج إني لك من الناصحين))[القصص: 20].
Bogga 65