واعلم أنه قد اعتل أولئك المتنكبون عن سبيلهم بآيات من الكتاب متشابهات حرفوها بالتأويل، ونقضوا بها التنزيل، كما فعل من كان قبلهم حرفوا كلام الله عن مواضعه، وبأحاديث أفتعلها الضلال من بغاة الإسلام من المنافقين ووضع الفاسقين، ووهم الواهمين ثم حشو الملاحدة وأهل البدع والأهواء من المارقين الخوارج وعتاة النواصب وغلاة الروافض وطغام المجبرة والمشبهة وهمج القصاص والوعاظ والحشوية وأغتام الظاهرية والكرامية والخطابية وغيرهم مما لا أحصى كثرة من المسترسلين في وضع الأخبار من عوام المتفقهين ونساك المتعبدين والمتصوفين الذاهبين إلى قبول المجهولين، قال شعبة: لم يفتش أحد عن الحديث تفتيشي فوجدت ثلثي ما وجدت منه كذبا حتى قال ابن معين: كذبنا عن الكذابين.
وفي مقدمة جامع الأصول ما لفظه: قال شيخ من شيوخ الخوارج بعد أن تاب: إن هذا الحديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، فإنا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا.
إذا عرفت هذا فكيف يجوز الاعتماد في تفسير كتاب الله العزيز على نحو هذه الأخبار والإعراض عما رواه أئمة أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم فالله المستعان.
Bogga 61