وبأحاديث لم يعرفوا حسن تأويلها، ولم يعنوا بتصحيحها فضلوا وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل، والله سبحانه قد حرم الاحتجاج بالشبه المضلة لأنه صد عن سبيل الله، وأشد الناس ضلالا من كان ضالا وكان يعتقد في نفسه أنه محق، ثم إنه لم يقتصر على ذلك بل بذل كل جهده في إلقاء غيره في مثل ذلك الضلال، بإلقاء تلك الشبهات في القلوب معارضا بلمع السراب ماء الشراب فهذا الإنسان لاشك قد بلغ في الضلال إلى أقصى الغايات وأعظم النهايات.
كما قال بعض علماء أهل البيت عليهم السلام في هذا المعنى:
فضلوا وأغووا من أضلوا بعلمهم .... وإن كان ما قالوه ليس بالغامض
ولكنه من لم يحط أصل دينه .... عن الرفض لم يشعر بلبس المعارض
ومن لم يكن آل النبي هداته .... إلى الحق ألقى نفسه في المداحض
ولما كان لهؤلاء في كل عصر ورثة يتبعونهم حذو النعل بالنعل مع ادعائهم لمحبة أهل البيت عليهم السلام وروايتهم ما ورد فيهم على الخصوص من قواطع تلك الأدلة، وصرائح النصوص.
Bogga 62