Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Noocyada
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم(174)إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين(175)ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم(176) {فانقلبوا} أي: رجعوا من بدر الصغرى {بنعمة من الله} وهي السلامة، وحذر العدو منهم {وفضل} وهو الربح في التجارة، {لم يمسسهم سوء} يعني لم يلقوا ما يسوءهم من كيد عدو {واتبعوا رضوان الله} لجرائتهم على العدو وخروجهم لقتاله، {والله ذو فضل عظيم} قد تفضل عليهم بالتوفيق فيما فعلوا وفي هذا تحسير لمن تخلف عنهم وإظهارا لخطاراتهم حيث حرموا أنفسهم ما فاز به هؤلاء من الأجر، وروي أنهم قالوا هل يكون هذا غزوا فأعطاهم الله ثواب الغزو ورضي عنهم {إنما ذلكم الشيطان} معناه: إنما ذلك المثبط هو الشيطان والمراد بالشيطان نعيم وأبو سفيان {يخوف أوليائه} الذين هم أبو سفيان وأصحابه {فلا تخافوهم} فتقعدوا عن القتال وتجبنوا {وخافون} فجاهدوا مع رسولي وسارعوا إلى ما يأمركم به، {إن كنتم مؤمنين} يعني: أن الإيمان يقتضي أن تأثروا خوف الله على خوف الناس فلا تخشون أحدا إلا الله {ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} أي: ولا يهمك يا رسول الذين يقعون في الكفر سريعا ويرغبون فيه أشد رغبة وهم الذين نافقوا من المتخلفين وقال لا يحزنك فمن حق الرسول أن يحزن لنفاق من نافق، وارتداد من ارتد لأن معناه لا يحزنوك لخوف أن يضروك، ويعينوا عليك بدليل قوله {إنهم لن يضروك شيئا} يعني: أنهم لا يضرون لمسارعة بالكفر غير أنفسهم لأن عقاب ذلك ووباله لا يعود إلا عليهم ثم بين كيف يعود وبال المسارعة عليهم بقوله {يريد الله أن لا يجعل لهم حظا في الآخرة} أي: نصيبا من الثواب {ولهم في الآخرة} بدل الثواب {عذاب عظيم} وذلك أبلغ ما ضر به الإنسان نفسه، وقال يريد الله ولم يقل لا يجعل لهم حظا لأن في ذكر الإرادة زيادة إفادة وهي أن الداعي إلى حرمانهم وتعزيزهم قد خلص خلوصا لم يبقي معه صارف قط، بسبب مسارعتهم في الكفر وتماديهم في المعاصي وبلوغهم في الغاية حتى أن أرحم الراحمين يريد أن لا يرحمهم.
Bogga 372