Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Noocyada
وروي أنه مات يوم قالوا هذه المقالة، سبعون منافقا وقوله فادرؤوا عن أنفسكم الموت استهزاء بهم، أي: إن كنتم رجالا دفاعين لأسباب الموت فادرءوا جميع أسبابه حتى لا تموتوا {ولا تحسبن} خطاب رسول الله ولكل أحد، {الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا} معناه: لا يحسبن رسول الله ولا يحسبن كل حاسب أن الذين استشهدوا أمواتا بل أحياء أي: بل هم أحياء، وقرء بالنصب على معنى بل أحسبهم أحياء عند ربهم يرزقون، أي: مقربون عنده ذو زلفى، يرزقون مثلما يرزق سائر الأحياء يأكلون ويشربون وهو تأكيد لكونهم أحياء ووصف لحالهم التي هم عليها من النعم برزق الله لأنه لا يرزق إلا الحي.
وعن مجاهد يرزقون من ثمر الجنة، ويجدون ريحها وليسوا فيها {فرحين بما آتاهم الله من فضله} وهو التوفيق في الشهادة وما ساغ إليهم من الكرامة، والتفضيل على غيرهم، من كونهم أحياء مقربين، معجلا لهم رزق الجنة ونعيمها وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر تدور في أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب، معلقة في ظل العرش {ويستبشرون بالذين} أي: بإخوانهم المجاهدين {لم يلحقوا بهم} أي: لم يقتلوا فيلحقوا بهم {من خلفهم} يريد الذين من خلفهم قد بقوا بعدهم وهم قد تقدموهم وقيل معنى لم يلحقوا بهم لم يدركوا فضلهم ومنزلتهم {ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون} معناه يستبشرون بما تبين لهم من حال من تركوا خلفهم من المؤمنين.وهم أنهم يبعثون آمنين يوم القيامة بشرهم الله بذلك فيستبشرون به، وفي ذكر حال الشهداء واستبشارهم بمن خلفهم بعد الباقين بعدهم على ازدياد الطاعة والجد في الجهاد والرغبة في نيل منازل الشهداء.أو إصابة فضلهم وفيه مدح لحال من يرى نفسه في خير فيتمنى مثله لإخوانه في الله كما استبشر الشهداء لإخوانهم بعدهم[28].
Bogga 367