227

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

وعن أبي عبيدة بن الجراح: قلت يا رسول الله: أي الناس أشد عذابا يوم القيامة.قال: ((رجل قتل نبيا ورجل آمرا بالمعروف أو نهى عن المنكر ثم قرأها ثم قال: يا أبا عبيدة قتلت بني إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من أول النهار في ساعة واحدة فقام مائة وإثنى عشر رجلا من عباد بني إسرائيل فأمروا قتلتهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوهم جميعا من آخر النهار)) فهو معنى قوله [142{{ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس} وقوله {بغير حق} فيه زيادة تشنيع عليهم لأنهم قتلوا الأنبياء مع علمهم أن قتلهم بغير حق؛ لأن الأنبياء لا جرم لهم إلا النصيحة والدعاء إلى الخير{فبشرهم بعذاب أليم} أي: بشارة توبيخ واستهزاء يعني أهل الكتاب {الذين حبطت أعمالهم} أي: بطلت فائدة أعمالهم التي هي عندهم مستحسنة في الدنيا والآخرة وبطلانها في الدنيا أنهم ينصرونهم بدفع العذاب عنهم {ألم ترى إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب} هم أحبار اليهود، وأراد أنهم حصلوا نصيبا وافرا من التوراة علموا به أن هذا الدعاء حق وأن الإجابة واجبة عليه {يدعون إلى كتاب الله} يعني: التوراة {ليحكم بينهم} وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل يدارسهم فدعاهم فقال نعيم ابن عون والحارث بن زيد على أي دين أنت قال على ملة إبراهيم فقالا إن إبراهيم كان يهوديا قال لهما إن بيننا وبينكم التوراة فلهموا إليها فأبيا وقيل نزلت في الرحم وقد اختلفوا فيه.

وعن الحسن وقتادة كتاب الله القرآن لأنهم قد علموا أنه كتاب الله لم يشكوا {ثم يتولى فريق منهم} أي: يعرض وهذا استبعاد لتوليهم عن الإجابة بعد علمهم بوجوب الرجوع إلى كتاب الله {وهم معرضون} أي: وهم قوم عادتهم الإعراض.

Bogga 271