226

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب(19)فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعني وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد(20) {إن الدين عند الله الإسلام} أي: الدين الواجب اتباعه المعتد به هو دين الإسلام، وهو العدل والتوحيد وما عداه فليس عنده في شئ من الدين وفيه أن من ذهب إلى تشبيه ما يؤدي إليه كإجازة الرؤية أو ذهب إلى الجبر الذي هو مختص الجور لم يكن على دين الله الذي هو الإسلام {وما اختلف الذين أتوا الكتاب} من اليهود والنصارى واختلافهم أنهم تركوا دين الإسلام وهو العدل والتوحيد {إلا من بعد [141{ما جاءهم العلم} أنه الحق الذي لا محيد عنه فثلثت النصارى وقالت اليهود عزير ابن الله وقالوا كنا أحق بأن تكون النبوة فينا من قريش لأنهم أميون ونحن أهل كتاب، وهذا تحويز لله {بغيا بينهم} أي: ما كان ذلك الاختلاف وتظاهر هؤلاء بمذهب وهؤلاء بمذهب إلا حسدا بينهم وطلبا منهم للرئاسة وحضوض الدنيا واستتباع كل فريق ناسا يطوف أعقابهم لا شبهة في الإسلام وقيل هم اليهود واختلافهم أن موسى حين احتضر استودع التوراة سبعين حبرا من بني إسرائيل وجعلهم أمناء عليها واستحلف يوشع فلما مضى قرن بعد قرن اختلف أبناء السبعين بعد ما جاءهم علم التوراة بغيا بينهم وتحاسدا على حضوض الدنيا والرئاسة {ومن يكفر بآيات الله} بحججه على نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم {فإن الله سريع الحساب} لا يفوته شئ من أعمالهم بل سريع جزائهم{فإن حاجوك} أي: جادلوك في الدين {فقل أسلمت وجهي لله} أي: أخلصت نفسي وجملتي لله وحده لم أجعل فيها لغيره شريكا بأن أعبده وأدعوا إلها معه يعني: ديني دين التوحيد الذي ثبتت عندكم صحته، وما جئت بشئ بديع حتى تجادلونني فيه{ومن اتبعني} أي: وأتباعي {من المؤمنين} مخلصون لله ولا يشركون به شيئا.{وقل للذين أتوا الكتاب} من اليهود والنصارى {والأميين} الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب {أسلمتم} يعني أنه قد أتاكم البينات ما يوجب الإسلام ويقتضي حصوله لا محالة فهل أسلمتم أم أنتم على كفركم {فإن أسلموا فقد اهتدوا} فقد نفعوا أنفسهم حيث خرجوا من الظلال إلى الهدى ومن الظلمة إلى النور {وإن تولوا} لم يضروك فإنك رسول منبه {فإنما عليك البلاغ} يعني: أن تبلغ الرسالة وتنبه على طريق الهدى {والله بصير بالعباد} عليم بإسلامهم وشركهم فهو يجزيهم.

إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم(21)أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين(22)ألم ترى إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون(23)

{إن الذين يكفرون بآيات الله} هم أهل الكتاب، {ويقتلون النبيين بغير حق} قتل أولوهم الأنبياء وقتلوا أتباعهم وهم راضون بما فعلوا وكانوا يريدون قتل رسول الله والمؤمنين لولا عصمة الله.

Bogga 270