232

Jawaahirta quruxda badan ee fasiraadda Qur'aanka

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Noocyada

[البقرة:284]، أمروا بالدعاء في ذلك النوع الذي ليس من طاقة الإنسان دفعه، وذلك في النسيان، والخطأ، والإصر الثقيل، وما لا يطاق على أتم أنواعه، وهذه الآية على هذا القول تقضي بجواز تكليف ما لا يطاق؛ ولذلك أمر المؤمنون بالدعاء في ألا يقع هذا الجائز الصعب. ومذهب أبي الحسن الأشعري وجماعة من المتكلمين؛ أن تكليف ما لا يطاق جائز عقلا، ولا يخرم ذلك شيئا من عقائد الشرع.

وذهب الطبري وغيره إلى أن تكليف ما لا يطاق غير جائز، وأن النسيان في الآية بمعنى الترك أي: إن تركنا شيئا من طاعتك، والخطأ هو المقصود من العصيان، والإصر هي العبادات الثقيلة؛ كتكاليف بني إسرائيل، وما لا طاقة للمرء به هو عندهم على تجوز؛ كما تقول: لا طاقة لي على خصومة فلان، أو: لا طاقة لنا به؛ من حيث هو مهلك؛ كعذاب جهنم وغيره، ثم قال تعالى فيما أمر المؤمنين بقوله: { واعف عنا } ، أي: فيما واقعناه، { واغفر لنا } ، أي: استر علينا ما علمت منا { وارحمنا } ، أي: تفضل مبتدئا برحمة منك لنا، فهذه مناح من الدعاء متباينة، و { أنت مولنا }: مدح في ضمنه تقرب إليه، وشكر على نعمه، ومولى: هو من ولي، وفي الحديث: أن جبريل - عليه السلام - قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «قل: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا» فقالها، فقال جبريل: قد فعل، قال: قل كذا وكذا، فيقولها فيقول جبريل: قد فعل إلى آخر السورة».

وتظاهرت بهذا المعنى أحاديث، وروى أبو مسعود عقبة بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال:

" من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة، كفتاه "

يعني من قيام الليل، قال صاحب «سلاح المؤمن»: هذا الحديث رواه الجماعة، يعني: الستة، ومعنى: «كفتاه» أجزتاه عن قيام الليل، وقيل: كفتاه من كل شيطان، فلا يقربه ليلته، وقيل: كفتاه ما يكون من الآفات تلك الليلة، وقيل: معناه حسبه بهما فضلا وأجرا، ويحتمل الجميع، والله أعلم. اه من «سلاح المؤمن».

وقال علي - رضي الله عنه -: «ما أظن أحدا عقل، وأدرك الإسلام ينام، حتى يقرأهما» وفي الحديث؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:

" أوتيت هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة، من كنز تحت العرش لم يؤتهن أحد قبلي "

كمل تفسير سورة البقرة، والحمد لله.

[3 - سورة آل عمران]

[3.1-4]

Bog aan la aqoon