231

Jawaahirta quruxda badan ee fasiraadda Qur'aanka

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Noocyada

منه المحال عقلا؛ كالجمع بين الضدين، ومنه المحال عادة؛ كرفع إنسان جبلا، ومنه ما لا يطاق من حيث هو مهلك؛ كالاحتراق بالنار، ونحوه، ومنه ما لا يطاق للاشتغال بغيره، وهذا إنما يقال فيه ما لا يطاق على تجوز كثير.

وقوله تعالى: { لها ما كسبت } ، يريد: من الحسنات، { وعليها ما اكتسبت } ، يريد: من السيئات؛ قاله جماعة المفسرين؛ لا خلاف في ذلك، والخواطر ونحوها ليس من كسب الإنسان، وجاءت العبارة في الحسنات ب «لها»؛ من حيث هي مما يفرح الإنسان بكسبه، ويسر المرء بها، فتضاف إلى ملكه، وجاءت في السيئة ب «عليها»؛ من حيث هي أوزار، وأثقال، ومتحملات صعبة؛ وهذا كما تقول: لي مال، وعلي دين، وكرر فعل الكسب، فخالف بين التصريفين حسنا لنمط الكلام؛ كما قال:

فمهل الكفرين أمهلهم رويدا

[الطارق:17] هذا وجه.

* ع *: والذي يظهر لي في هذا أن الحسنات مما يكسب دون تكلف؛ إذ كاسبها على جادة أمر الله، ورسم شرعه، والسيئات تكتسب؛ ببناء المبالغة؛ إذ كاسبها يتكلف في أمرها خرق حجاب نهي الله تعالى، ويتخطاه إليها، فيحسن في الآية مجيء التصريفين لهذا المعنى.

وقال المهدوي وغيره: معنى الآية: لا يؤاخذ أحد بذنب أحد؛ قال: * ع *: وهذا صحيح في نفسه، لكن من غير هذه الآية.

وقوله تعالى: { ربنا لا تؤاخذنا }: معناه: قولوا، واختلف الناس في معنى قوله سبحانه: { إن نسينا أو أخطأنا } ، فذهب كثير من العلماء إلى أن هذا الدعاء في النسيان الغالب، والخطإ غير المقصود، وهو الصحيح عندي، قال قتادة في تفسير الآية: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

" إن الله تعالى تجاوز لأمتي عن نسيانها وخطئها "

، وقال السدي: لما نزلت هذه الآية، فقالوها، قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: «قد فعل الله ذلك، يا محمد»، قال: * ع *: فظاهر قوليهما ما صححته؛ وذلك أن المؤمنين، لما كشف عنهم ما خافوه في قوله تعالى:

يحاسبكم به الله

Bog aan la aqoon