دون الركن فلا ينتقل الحكم إلى الركن ولا يقوم بدلا عن الحجر، لأن من أصلنا أن نصب البدل بالرأى لا يجوز. أما من أراد الطواف ووقف مستقبل الركن ورفع يديه لأجل النية فينبغى الجواز لأنه محل البداءة. فتأمل. انتهى.
فائدتان:
الأولى: قد تقدم فى الفرع الأول أن الزحام المفضى إلى الإيذاء عند استلام الحجر ممنوع، وقد ثبت عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه أنه كان يزاحم على الحجر حتى يدمى أنفه ولا يترك تقبيله، فالجواب أنه كان مجتهدا وأن مذهبه أفضلية المزاحمة على الحجر وإن أفضت إلى الأذى.
مطلب: أول من استلم الركن من الأئمة قبل الصلاة وبعدها ابن الزبير
الثانية: أول من استلم الركن الأسود من الأئمة قبل الصلاة وبعدها ابن الزبير فاستحسنت ذلك الولاة بعده فاتبعته، أخرجه الأزرقى.
فصل: فى فضل الركن اليمانى وذكر شىء مما ورد فيه:
روى عن ابن عباس رضى الله عنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) «ما مررت بالركن اليمانى إلا وعنده ملك ينادى آمين آمين فإذا مررتم به فقولوا اللهم ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار».
وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال: «على الركن اليمانى ملكان يؤمنان على دعاء من مر بهما وإن على الحجر الأسود ما لا يحصى» أخرجه الأزرقى.
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: «وكل بالركن اليمانى سبعون ملكا من قال اللهم إنى أسألك العفو والعافية فى الدنيا والآخرة، ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب بالنار، قالوا: آمين» قال العلامة عز الدين بن جماعة (رحمه الله): ولا تضاد بين الأحاديث على تقدير الصحة إذ يحتمل أن السبعين موكلون به ولم يكلفوا التأمين، وإنما يؤمنون عند سماع الدعاء، والملكان كلفا قول آمين. ورواية ملك محمولة على الجنس. انتهى بمعناه.
Bogga 43